تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أيضاً:» وأبو الحسن الأشعري نصر قول» جهم «في» الإيمان «مع أنه نصر المشهور عن» أهل السنة «أنه:» يستثني في الإيمان «… وهو دائماً ينصر – في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم – قول أهل الحديث، لكنهُ لم يكن خبيراً بمآخذهم، فينصره على مايراه هو من الأصول التي تلقَّاها عن غيرهم، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان نصرَ فيها قول جهم مع نصره للاستثناء ولهذا خالفهُ كثير من أصحابه في الاستثناء واتَّبعه أكثر أصحابه على نصر قول جهم في ذلك، ومن لم يقف إلا على كُتُب الكلام ولم يعرف ماقاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب، فيظن أن ما ذكروه هو قول أهل السنة وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة، بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان الذي نصره الأشعري وهو عندهم شَرٌّ من قول المرجئة … «[مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (7/ 120 – 121)]

(تكملة الوقفة الثانية عشرة)

الإمام أبو حامد الاسفراييني

الإمام أبو حامد الاسفراييني لم يكن من الأشاعرة بتاتاً، بل كان ممن يذمون الأشاعرة وكان رحمه الله يُحذر منهم أشد التحذير، كما نقل عنه الإمام العلامة شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي قال:» سمعت الأمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر عبيدالله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ أبا حامد الاسفراييني يقول:» مذهبي ومذهب الشافعي وفقها الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر… «[شرح الأصفهانية 35]

ولذلك كان الإمام أبو حامد يُحذر من الأشاعرة ومن الإمام أبي بكر الباقلاني لأنه وإن كان ينتسب إلى الأشعري فقد كان له أقوال مخالفة لمذهب السلف أهل السنة والجماعة، وسأذكر ذلك في بيان حال الباقلاني إن شاء الله تعالى.

أبو بكر بن الطيب الباقلاني

أما القاضي أبو بكر الباقلاني فهو وإن كان ينتسب إلى الأشعري فإنه كان يوافق المعتزلة في كثيرٍ مما يقولون مما جعل الأئمة في زمانه يُحذرون منه، ويذمون

الأشاعرة لذلك السبب، قال الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام … «وقال أيضاً:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علماً وأصحاباً إذا سعى إلى الجمعة من» قطيعة الكرخ «إلى» الجامع المنصور «يدخل الرباط المعروف» بالروزي «المحاذي للجامع، ويُقبل على من حضر ويقول: اشهدوا عليَّ بأن القرآن كلام الله غير مخلوق كما قال الإمام أحمد بن حنبل لا كما يقول الباقلاني، ويتكرر ذلك منه، فقيل له في ذلك؛ فقال: حتى تنتشر في الناس وفي أهل البلاد ويشيع الخبرُ في أهل البلاد أني بريءٌ مما هم عليه – يعني الأشعرية – وبريءٌ من مذهب الباقلاني؛ فإن جماعة من المتفقهة الغُرباء يدخلون على الباقلاني خفيةً ويقرؤون عليه فيعتنون بمذهبه فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة، فيظن ظانٌ أنهم مني تعلموه وأنا قُلته، وأنا بريءٌ من مذهب الباقلاني وعقيدته … «[شرح الأصفهانية من 35 – 36]

وذكر الأمام الكرجي:» أن أبا بكر الباقلاني إذا خرج إلى الحمام يتبرقع خوفاً من الشيخ أبي حامد الاسفراييني لكي لا يراه «ونتيجةً لذلك فقد تاب الباقلاني من كثير من الأقوال المخالفة لمذهب السلف وألف كتاب» تمهيد الأوائل «وكتاب» الإبانة «وذكر فيها أنهُ يقول بما قاله السلف في الاعتقاد في الجملة، وإن كان مع ذلك يوجد عنده بعض الأقوال المخالفة لمذهب السلف والتي بقيت لديه بسبب عدم إحاطتهِ الإحاطة التامة بمذهب السلف، وبسبب علم الكلام الذي تعلمه والأصول التي أخذها عن غير أهل السنة والجماعة ويأتي إن شاء الله مزيد بيان لذلك.

أبو المعالي الجويني الابن، المتوفى سنة 478 هـ

مع أن الإمام أبي محمد الجويني والد أبي المعالي قد تاب من مذهب الأشعري إلا أن ابنه لم يسلك طريق أبيه، فقد كان يقول بمذهب الجهمية ويُنكر علو الله على خلقه، مع أنه ينسب نفسه للأشعري، وفي هذا المقام قصة معروفة:» فقد ذكر الإمام محمد بن طاهر المقدسي في حكايته المعروفة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير