تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من هم قادتك؟ وبمن تعتز؟]

ـ[ابو اسحاق الاطرشي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 11:14 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواننا الأحبة أخواتنا الفاضلات ,

الحمد لله دائما وابدا على نعمه وكفى بالإسلام من نعمة , فالحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ..

لقد أحببت ان أشرف أناملي بالكتابة عن بعض المنحرفين فكرا وعقيدة من المسلمين , والذين يتخذون قادة هم كفار بالله وبرسوله - عليه الصلاة والسلام - , وقد كتبنا مرارا وتكرارا ذلك ولكن بلا نفع! فتراهم بأهل الكفر يفرحون! وللباسهم يُقلدون! ولكلامهم يُعيدون! فما آن لهم أن يعلموا ان البراءة من الكفار ومن معتقداتهم الكفرية من مسائل الأصول والدين؟! وما آن لهم ان يعرفوا الولاء والبراء؟!

ان الولاء والبراء من أصول الدين وهي من القواعد الهامة التي فرط فيها أبناء المسلمين , فتارة تراهم من المسلمين يتبرؤون ومن الكفار يتقربون! وتراهم للمسلمين يُقاتلون وللكفار يتملقون! والعجب كل العجب!!

لما تميعت العقيدة الاسلامية تميع المسلمون , وقُذفت عليهم الذلة حتى يعودوا الى دينهم فما بُعث الرسل كلهم إلا بما قاله الله في كتابه: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي اليه انه لا اله الا انا فإعبدون " , وهذه هي دعوة كل الأنبياء - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - وكما ذكرنا في غير موضع , فالرسول - عليه الصلاة والسلام - بنى الخلق الحسن وتوحيد الناس على قاعدة العقيدة , وهي القاعدة الوحيدة التي تحمل كل مكارم الأخلاق التي جاء ليُتمها وليُكملها! فما فائدة الخلق الحسن بلا عقيدة؟ وما فائدة الأعمال الطيبة ان لم تكن مبينة على أسس الإعتقاد والأصول؟!

فترى مسلمينا يفتخرون بشافيز! وتراهم يُنادون بجمال عبد الناصر ثاني! وتسمعهم يرددون لفظة: " جيفارا "! وتراهم يُعولون على الشيعة الروافض النصر! وتراهم يمجدون بجورج حبش! وما من أحد من هؤلاء الذين ذكرتهم أحسن من غيره بل هم في الكفر سواء!

يقول الله عز وجل: " قد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده " , فهذه الآية تُثبت ما قام به سيدنا ابراهيم - عليه السلام - من تكفير قومه الكفار , بل والبراءة منهم , بل وإظهار العداوة والبغضاء حتى يرجعوا عن كفرهم! وقوله: " بدا " - أي ظهر وبان , وقوله: " العداوة والبغضاء " - فقد قدم العداوة على البغضاء ومعلوم ان العداوة هي ظاهرة والبغضاء هي في القلب - ألا وهي الكره!

وقد أثنى الله على ملة ابراهيم هذه وقال في موضع آخر: " ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه " , فبين انها ملة صحيحة وان الذي يرغب عنها من المسلمين اليوم فهو قد " سفه نفسه "!! فدروس الولاء والبراء مغيبة عندنا للأسف!

ويقول الله عز وجل في موضع آخر: " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم " , فوصف إبراهيم - عليه السلام - بعد تبرأه من أبيه الكافر بأنه " أواه حليم "! فأين الحلماء من المسلمين؟!

ويقول الله عز وجل في موضع آخر: " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا " , وملة إبراهيم التي شُهرت عنه التبرأ من الكفار والمشركين , فأين هم المتبعون لملة إبراهيم؟!

ويقول الله عز وجل في موضع آخر: " قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين " , وهنا يأمر الله بإتباع ملة إبراهيم الحنيفية , فلا مودة بين أهل الإيمان والكفر , ولا يسعنا الا البراء من الكفار أولا ومن ثم من معتقداتهم الكفرية!!

فهل يكون البراء بالمودة والمحبة؟! وهل يكون اظهار العداوة برفع صورته على الملصقات؟! وهل تكون البغضاء بوضع صورته على الملابس؟! فأين الحلماء وأين المتبعون لملة ابراهيم؟! بل أين المطيعون لربهم بإتباع ملة ابراهيم؟!

وكتبه ,

ابو اسحاق الاطرشي

9 ربيع الأول 1431 عاما من هجرة المصطفى - عليه الصلاة والسلام -

23/ 2/2010 م

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير