ولو كانت العبارة (المسكينة) تدل على ما فهمه بمنطوقها أم مفهومها لكان له عذر - حتى لو تركنا مسألة السباق والسياق واللحاق جانباً -.
فهو (زعم) أن قول القائل:
" أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوي، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان "
زعم أن: " فيه تسليماً بأن المتكلم الكامل مقيم للأديان، ولا شك في بطلان هذا " ..
وهذا هو: " (تحليليه) [ما شاء الله!!] للعبارة الذي لم يذكره (الشيخ) (!!) تقي الدين (!!) "
وهذا الفهم الذي (لا شك في بطلانه) (!) لا بد إن كان صحيحاً أن تدل عليه العبارة بنوع من أنواع الدلالات المعروفة!!
إذ حال اللفظ مع المعنى، كحال الدليل مع المدلول لا بد لـ (لزاعم) بأن (هذا) اللفظ يدل على (هذا) المعنى من بيان وجه الدلالة ..
وإلا كان حاله كمن يرى الشمس طالعة ثم يقول: طلوعها دليل على أن (الوليد) بن عبد الملك من خلفاء بني (أمية)!!!
نعم هو كذلك .. وربي هو كذلك ..
لكن: كيف عرفت ذلك من طلوع الشمس؟!!
أيقول هذا من في قلبه عقل أم في بدنه حسّ!!
وهذا - أو مثله - حال هذا (المعترض) (!!) - أو: ((صاحب التحليل الذي لم يذكره الشيخ تقي الدين))!!
فزعمه أن قول القائل: " " أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم .. " يدل على أن: " المتكلم الكامل مقيم للأديان " هو من هذا الباب - بلا ارتياب -!!
ولعله توهم أن فهمه هو دلالة (دليل الخطاب) ..
فإن كان كذلك: فهو كلام عجاب .. يتفوه به من لا يدري ما هو (دليل الخطاب)!!
لأن مفهوم: " " أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم .. ": أكثر ما (لا) يفسد الدنيا (من ليس) نصف متكلم "
وما لا يفسد الدنيا أعم من (ما يصلح الدنيا) ..
ومن ليس نصف متكلم أعم من (المتكلم الكامل) ..
فضلاً عن كون دليل الخطاب .. من الجناية عليه أن يؤخذ به في مثل هذه المضايقِ (الصعاب) (!!)
وللعلم فقد ثبت عندي من متابعة (ردود) و (انتقادات) (المعترض) أن (التدقيق) - الذي هو وصف لا بد منه لك من يمارس (الاعتراض والنقد) -: لم يكن له بصديق.
بل (زيغ) في الفهم، وتسرع، وتعجل، مع (تبجح) واعتداد بالرأي، وعدم معرفة بحقوق (بعض) أهل الفضل والعلم!
وللعلم - أيضاً -:
فأنا لا أنتظر منه رداً ..
وإن رد فلن أجيبه ..
لأن من استقر في عقله وقلبه أن الحوارَ (العلميَّ) (مناطحة) أو (مصارعة) أو (مباطحة) (!)؛ لا يُحاوَر .. بل (يناطح) أو (يصارع) أو (يباطح) .. وهذا ما لا (يناسب) طبعي ولا (يلائم) خلقي أولاً - وإن كنتُ حَمَوياً!! -
ثم إنني لا أجد له وقتاً - ثانياً - ..
شيخنا الفاضل عيسى السعدي - نفع الله بك -:
لدي سؤال - أو أكثر - في بعض مسائل (الوعيد) فهل أطرحه هنا أم في موضع جديد؟
جزاك الله خيرا و نفع بك و لكني أخي الحبيب لم أوافق أخي أبا قتادة إلا على ما فهمه هو، و لم أقل قط أن هذا هو معنى العبارة أو معنى الكلام كما قلت في المشاركة السابقة ما نصه: (هذا المعنى الذي تقصده صحيح و الحمدلله رب العالمين فليس الكلام وحده هو الذي يهدي الإنسان لمعرفة الحق وإنما الهدى يأتي عن طريق اتباع الكتاب و السنة مع تدبرهما جيدا و هذه هي طريقة استخدام العقل الصحيحة).
فكلامي كله موجه لأخينا الحبيب أبي قتادة أن المعنى الذي فهمه من العبارة ثم نفاه و إن كانت العبارة لا تدل على ما فهمه فأنا أنفيه أيضا لأن المعنى الذي فهمه لا شك أنه خطأ و إن لم يكن هو معنى كلام شيخ الإسلام.
و جزاك الله خيرا أخي و حبيبي محمد براء على على هذا الشرح الممتع و زادك الله علما و أنصحك بما نصح به سيد ولد آدم أمته فقال كما روى أبو داود في سننه (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِى شَيْبَةَ قَالاَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - عَنِ الْبَدَاوَةِ فَقَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلاَعِ وَإِنَّهُ أَرَادَ الْبَدَاوَةَ مَرَّةً فَأَرْسَلَ إِلَىَّ نَاقَةً مُحَرَّمَةً مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ لِى «يَا عَائِشَةُ ارْفُقِى فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِى شَىْءٍ
¥