تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشكالية في التعامل مع بعض الأحاديث]

ـ[أبو النفير]ــــــــ[10 - 04 - 10, 10:45 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

هناك عندي إشكالية في فهم بعض الأحاديث المتعلقة بما سيحدث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم نتج عنها سؤالان وهما هل هناك نسخ في بعض الأحاديث الصحيحة السند التي تتكلم عن ما سيحدث في آخر الزمان؟ وهل إذا خالف ظاهر خبر الآحاد الحس والواقع يجب التوقف فيه وعدم تكلف تأويله إذا كان سنده صحيحا ولم يعثر له على ناسخ؟ حيث أنه عند مطابقة بعض الأحاديث لما حدث بالفعل في الواقع نجد أن بعضها قد حدث بالفعل والبعض الآخر لم يحدث فمنها كما في أحاديث فتح القسطنطينية فهناك أحاديث تخبر أن فتحها قبيل خروج الدجال مباشرة وأنها ستفتح بالتكبير وسيكون أسلحة المسلمين يومئذ هي السيوف وأحاديث أخرى تخبر أنها ستفتح قبل رومية وأنها ستغزى أكثر من مرة حتى تفتح والواقع جاء بأنها بالفعل تعدد غزوها أكثر من مرة وفتحت في زمن محمد الفاتح وتغير اسمها وصارت مدينة إسلامية وأصبحت أسوارها أطلالا وانتهى حكم قيصر فيها للأبد واستخدم المسلمون في فتحها ودك أسوارها المدافع ومازالت روما في أيدي الروم الغربيين اليوم ومازالت لها قيمة عقدية عندهم ففيها الفاتيكان الذي يعتبر مركز النصرانية الكاثوليكية في العالم، ومنها كما في الأحاديث التي تتحدث عن عمر أمة الإسلام وقرب قيام الساعة فبعضها يخبر أنها تقوم قبل مائة عام وأنها تقوم إذا بلغ الصحابي الصغير الهرم وأن عمرها قصير مقارنة بعمر أمتي اليهود والنصارى وهناك أحاديث أخرى تخبر أنها لن تقوم قبل نصف يوم أي خمسمائة عام وآيات القرآن تصرح بأنه لا يعلم مخلوق بزمن وقوعها وأنها قد تقع قريب أو بعيد والواقع جاء بأن عمر أمة الإسلام إلى وقتنا الحالي زاد على الألف وأربعمائة عام وهذا زمن طويل لا شك في ذلك وهو يزيد عن عمر أمة النصارى قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم على قول أكثر المؤرخين،ومنها كما في الأحاديث التي تتحدث عن الملاحم مع الروم فهناك أحاديث تخبر أن الملحمة تحدث بعد عمران بيت المقدس وخراب يثرب وفيها هلاك الروم وذهاب ملكهم وأخرى تخبر أن الساعة لا تقوم إلا والروم أكثر أهل الأرض أن ملكهم سيثبت والواقع جاء بأن الروم الآن بالفعل هم أكثر أهل الأرض عددا وقوة وأن الملحمة لم تحدث بعد خراب يثرب في واقعة الحرة بعد بناء المسجد الأقصى وتعمير القدس، وهناك أحاديث أخرى تخبر أن خيل الجهاد في نواصيها الخير إلى يوم القيامة والواقع يخبر بأن حقبة الخيول قد انتهت منذ أكثر من مائة عام بعد اختراع المركبات المتنوعة والطائرات وأنه حتى لو انتهى الوقود التقليدي الذي تعمل به فهناك وقود غير تقليدي باستخدام الطاقة المتجددة ومنها الطاقة الشمسية وكذلك الأحاديث التي تتحدث عن أسلحة آخر الزمان وأنها السيوف والرماح والواقع يشهد بأن حقبة الأسلحة القديمة قد انتهت منذ أكثر من سبعمائة عام بعد اختراع البارود وأصبح الآن أسلحة دمار شامل بل وحتى القنابل البسيطة يمكن تصنيعها في المنزل بأدوات بسيطة للغاية ولم يعد هناك حاجة لسيوف أو غيرها من الأسلحة القديمة.

ـ[أبو سليمان الهاشمي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 11:25 ص]ـ

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

لدي بعض التنبيهات بخصوص هذا الموضوع أذكرها هنا لعل الله أن ينفع بها

أولا لسنا مكلفين أن نشغل أنفسنا بهذه الإشكاليات 0 فالمطلوب منا هو العمل الذي أمرنا به في الكتاب والسنة0 وحتى الذين شغلوا أنفسهم بتنزيل بعض الاحاديث النبوية على وقائع معينة قد حصل فيهم الإختلاف الكبير0 ودخل بعضهم في التخريف والقطع والجزم بأمور لا سبيل إلى القول بها إلا بالوحي المعصوم مع أن سبيل النجاة -في هذا الباب وغيره - مراجعة كلام اهل العلم والشأن في مثل هذه الأمور 0

ثانيا حدوث النسخ لا يكون في الأخبار كما معلوم وإنما موضعه مسائل الأحكام 0 وإذا صح الحديث فدعك من موضوع الآحاد أو التواتر 0

ثالثا أما ما ذكرته من بعض المسائل فلا إشكال فيها -إن شاء الله- فالقسطنطينية فتحت سابقا ولا ما نع أن تفتح مرة أخرى لعودة استيلاء الكفار عليها 0وأما المراد بالساعة في حديث المائة عام فهي الموت وليس يوم القيامة وأما الخيول فمن قال لك بأن دورهاقد انتهى بل هناك مناطق وعرة في بعض الثغور ما زالت تستخدم فيها الخيول إلى يومك هذا حيث لا تستطيع الوسائل الحديثة للنقل دخولها 0وأما السيوف فهي البديل الجاهز إذا انتهت الأسلحة الحديثة وهي معرضة بلا شك للإنتهاء اذا ما انتهت المواد التي تحركها كالوقود مثلا أو الكهرباء أو غيرها 0

والله أعلم وصلى وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير