[الإمام عثمان الدارمي رد شبه ودفع أباطيل ..]
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[12 - 04 - 10, 08:33 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
لمَّا كنتُ سبباً في اتهام هذا الإمام الكبير – الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى - بتهمة هو منها براء، ألا وهي تهمة التجسيم، فقد كان لزاماً عليَّ أن أدفع عن هذا الإمام رحمه الله تعالى هذه التهمة التي لا تثبت عليه، وهذه الفرية التي لم تصح عنه رحمه الله تعالى، كما سنرى إن شاء الله تعالى.
والسبب في ذلك هو أنَّي قد احتججتُ على أحد المبتدعة – هداه الله تعالى – بكلام له في إثبات صفة:" العلو لله تعالى ". وذلك في إحدى المنتديات الصوفية، فما كان منهم إلاَّ أن اتهموه بالتجسيم، وتكلموا عليه بكلام فظيع تقشعر منه الأبدان، وليس هذا فحسب، بل قالوا عن عقيدته التي يقول بها - وبكل جرأة ووقاحة – بعد أن نقلوا بعض أقوله والتي فهموا منها التشبيه:
" وفي هذا القدر الكفاية لنعلم عقيدة هذا المسمَّى بالدارمي، فهل هذه عقيدة المسملين أم هي عقيدة النصارى الملحدين ".
وإليكم هذه الأقوال التي ظنوا أنَّها تسعفهم في إثبات عقيدة التجسيم على هذا الإمام السني الكبير:" عثمان بن سعيد الدارمي ". رحمه الله تعالى.
فقد قالوا هناك – بعد أن نقلتُ لهم إجماع كلمة المسلمين على أنَّ الله تعالى في السماء -:" الدارمي هذا مجسم في الأصل فهو إجماعهم أنتم الحشوية فمن يقول أنَّ الله يتحرك وله لسان وفم وخزعبلات والعياذ بالله، لا يُنظر إلى أقولك لأننا نشاهدها عند النصارى واليهود فقط.
وليعلم الأخوة إنَّ هذا الدارمي غير الإمام الدارمي المحدث، حتى لا يشتبه عليكم الاسم فشتان بين هذا وذاك.
فنعرفكم بالدارمي وأقوله وهل هذا ينظر إلى كلامه في الأصل:
لله له لسان
نعم لله: (تعالى الله). لسان عن الدارمي حيث يقول عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي ص 316 ما نصه: (الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلاَّ بلسان متكلم به ".
وفي ص:81 من نفس الكتاب من مطبوعة السويد 1960 يقول الدارمي:
قال كعب الأحبار: لمَّا كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلمة ءاخر الألسنة بلسانه بمثل يعني بمثل لسان موسى وبمثل صوت موسى ". هذا نص كلامهم بالحرف.
وفي هذا النص العديد من المغالطات البينة، بل والكذب المكشوف أيضاً:
أولاً – اتهامهم الإمام الدارمي رحمه الله تعالى بأنَّه مجسم، وهذا كذب وافتراء عليه رحمه الله تعالى، بل كان رحمه الله تعالى سيفاً على المجسمة، كما كان سيفاً على المعطلة سواءً بسواءً، كما سنرى إن شاء الله تعالى.
و من توفيق الله لي في الدفاع عن هذا الإمام الكبير، أنَّي سأبرأه من هذه التهمة، و من كتب الأشاعرة أنفسهم.
1 - فقد ترجم له تاج الدين السبكي – الأشعري - رحمه الله تعالى في كتابه طبقات الشافعية الكبرى، فقال ما نصه: (2/ 302).
" محدث هراة وأحد الأعلام الثقات ومن ذكره العبادي في الطبقات قائلاً:" الإمام في الحديث والفقه أخذ الأدب عن ابن الأعرابي والفقه عن البويطي والحديث بن يحيى بن معين ".
قلت – اي السبكي -: كان الدارمي واسع الرحلة طواف الأقاليم ولقى الكبار ".
ثُمَّ قال ما نصه: (2/ 303).
" وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية، وكتاب في الرد على بشر المريسي، ومسند كبير وهو الذي قام على محمد بن كرَّام الذي تنسب إليه الكرامية وطردوه عن هراة، وكان من خبر ابن كرَّام هذا وهو شيخ سجستان مجسم ".
ثُمَّ عقد باباً في نهاية ترجمته بعنوان:
" ومن غرئب أبي سعيد الدارمي وفوائده ".
فذكر من غرائبه مسائل فقهية تفرد بها، منها قوله بتحريم الثعلب، فعقب عليه السبكي بقوله في الطبقات: (2/ 306) 0" قلت قوله بتحريم الثعلب غريب ".
ففي كلام تارج الدين السبكي – الأشعري المذهب بل إمام كبير من أئمة الأشاعرة – تصريح واضح بأنَّه ليس بمجسم، إذا كيف يتفق عند العقلاء أنَّ من يطرد المجسمة، و يقوم عليهم بالأنكار، و هوفي الوقت نفسه هو مجسم، وعلى عقيدة المجسمة.
¥