فقد خفي حاله على جميع هؤلاء الأئمة - الذي أخذ عنهم العلم - أمثال علي بن المديني أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والعقنبي وأبو نعيم - الفضل بن دكين – وغيرهم من كبار الأئمة، بأنَّه مجسم، وأنَّ عقيدته:" عقيدة النصارى الملحدين ".
خفي حاله على هؤلاء الأئمة مع العلم بأنَّهم معاصرون له، وقد عايشوه وعايشهم، في حين عرفه هؤلاء الجهابذة المعاصرون – أمثالكم – والذين أتوا بعده بأكثر من 1200 سنة، فأكبر ظني أنَّكم اكتشفتم هذا الاكتشاف الخطير، عن طريق الكشف الصوفي الذي تحترفونه .. !!.
وقال فيه ابن حبَّان في الثقات: (8/ 455).
" عثمان بن سعيد الدارمي أبو سعيد السجستاني سكن هراة أحد أئمة الدنيا، يروي عن أبي الوليد وأهل العراق حدَّثنا عنه ابنه محمد بن عثمان بن سعيد مات سنة إحدى وثمانين ومائتين أو ثمانين ومائتين ".
ونسي أن يقول ابن حبَّان:" أنَّه أحد أئمة الدنيا في التجسيم ". لذا أطلب منكم يا جهابذة هذا العصر أن تتضيفوا هذه العبارة إلى كلام ابن حبَّان، فأنتم أهدى وأعلم من هؤلاء الأئمة الأفذاذ رحمهم الله تعالى.
وقبل أن أنهي هذا الجزء الأول – من الدفاع عن هذا الإمام الكبير – عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى، أحب أن أذكر أهم مفاخره العلمية التي تركها لنا ألا وهي كتابه الفذ الكبير:" تاريخ يحيى بن معين ".
فهو أحد العلماء الأفذاذ الذين كان لهم الفضل – بعد الله سبحانه وتعالى – في الحفاظ على تراث هذا الإمام الكبير يحيى بن معين رحمه الله تعالى، حيث روى لنا هذا التاريخ الحافل في النقل الموثق عن يحيى بن معين في جرح الرواة وتعديلهم.
ومن ينظر في كتب الرجال التي أُلفت من بعده - ككتاب:" الكامل في الضعفاء ". لابن عدي، و:" الضعفاء للعقيلي ". و من بعدهم ككتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي، واختصاره:" تهذيب التهذيب ". للحافظ ابن حجر، وكتب الحافظ الذهبي:" كسير أعلام النبلاء ". و:" تذكرة الحفاظ ". و:" ميزان الاعتدال في نقد الرجال ". والقائمة تطول - وأمعن النظر في هذه الكتب لوجد أثر عثمان بن سعيد الدارمي شاخصاً إمامه، يرفض ما أفتراه عليه هؤلاء المفترون هداهم الله تعالى.
إذ كيف لهؤلاء الأئمة الثقات، أن يثقوا بنقل هذا المجسم في نقله عن يحيى بن معين، في توثيق الرجال، و تضعيفهم .. ؟؟.
ومن هنا نقول:
إنَّ قولكم: " وليعلم الأخوة إنَّ هذا الدارمي غير الإمام الدارمي المحدث، حتى لا يشتبه عليكم الاسم فشتان بين هذا وذاك ". بقصد الانتقاص منه ومن علمه، لا يدل إلاَّ على جهلكم المطبق، بمقام أهل العلم ورجاله.
وإذا حُقى لنا أن نفاضل بين الدارمييْن، فلا شكَّ على أنَّ عثمان بن سعيد الدارمي يُقدم على عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
ولكن هذا التفضيل ليس من حقنا - ومن باب الأولى ليس من حققكم من بعد ما تبين لنا جهلكم وافترائكم على الأئمة، بل وتكفيركم لإمام كبير كعثمان الدارمي رحمه الله تعالى - أقول ليس من حقنا ولا من حققكم في أن نفاضل بين هذين العلميْن رحمهما الله تعالى، والويل لمن يكون أمثال هؤلاء الأئمة خصمه يوم يقوم النَّاس لرب العالمين.
يتبع إن شاء الله تعالى في الجزء الثاني لتفنيد شبهاتهم الأخرى، إن شاء الله تعالى.
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[14 - 04 - 10, 02:52 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
هذا هو الجزء الثاني من دفاعنا عن الإمام الدارمي رحمه الله تعالى:
بعد أن بيَّنا – ولله الحمد - في الجزء الأول، مكانة الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى، وأنَّه إمام كبير من أئمة أهل السنة والجماعة، وأنَّ أهل العلم بما فيهم كبار علماء الأشاعرة قد برأوا ساحته من تهمة التجسيم، نأتي الآن إلى دحض شبهات القوم، ورد أباطيلهم.
وكالعادة ننقل أقوال هؤلاء المفترين، ثُمَّ نكر عليها بالرد والتفنيد بإذن الله تعالى فقد قالوا ما نصه "
" فنعرفكم بالدارمي وأقوله وهل هذا ينظر إلى كلامه في الأصل:
لله له لسان
نعم لله: (تعالى الله). لسان عن الدارمي حيث يقول عثمان الدارمي في نقضه على المريسي ص216 ما نصه:" الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلاَّ بلسان متكلم به ".
¥