ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[19 - 04 - 10, 11:27 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
حقائقنا وأباطيلهم
بعد أن كتبتُ هذه سلسلة من المقالات في الدفاع عن الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى، تعالت أصوات أهل البدع، وخرج جهالهم يشرِّقون ويغرِّبون، ويشككون في كل شيء، لا يهتدون إلى الحق سبيلاً.
وقد استشرتُ بعض الإخوة في كتابه هذه الحقائق، للرد على أباطيلهم، فحبذوا الفكرة، ورحبوا بها، فرأيتُ أنَّ السكوت عن هذا الباطل هزيمة للحق الذي نعتقده، لذا شمرتُ عن ساعد الجد – رغم كثرة المشاغل وضيق الوقت – فكتبتُ هذا الرد للدفاع عن الحق الذي ندين الله تعالى به، وندفع عدوانهم عن هذا الحق المبين.
وطريقتنا في كشف باطلهم أننا نورد كلامهم أولاً، ثمَّ نكر عليه بالنقد وأظهارعواره بإذن الله تعالى، وإلى المقصود والله المستعان:
قالوا:
" هذا مع أنَّ القوم قد اعترفوا بأنَّ الكتاب يشتمل على ما يسمونه (مبالغات). فيقول الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه العلو ص214 – واستند إليه الأخ في التوثيق – عن هذا الكتاب:
" وفي كتابه بحوث عجيبة مع المريسي يبالغ فيها في الإثبات، والسكوت عنها أشبه بمذهب السلف في القديم والحديث ".
فهذا هو الذهبي ينطق بالحق وليس أنا، فكلام الدارمي ليس من كلام السلف وبالغ في الإثبات، بل هذا تحذير من كلامه في هذا الكتاب بالخصوص كما يظهر من كلام الذهبي ونصيحته نعرف معناه ".انتهى كلامهم
وفي هذا النص العديد من المغالطات، وإليك بيانها:
1 – امَّا قولهم:" وأستند الأخ في التوثيق ". فهذا من الكذب المكشوف إذ أني لم استشهد بهذا الكتاب، كما أني لم أوثق أي نص من النصوص التي نقلتها من هذا الكتاب أيضاً، فأين دليلهم على أنَّي قد استندتُ إلى هذا الكتاب في التوثيق .. ؟؟ ..
والحقيقة أني قد تعمدتُ أن أتجنب الاحتجاج بهذا الكتاب، بل وبكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، لأنَّ الخصوم لا يرون في كلامهم حجة، وليس من المروءة العلمية أن أحتج على الخصم بما ليس هو حجة عنده.
2 – وأمَّا قولهم:" فهذا هو الذهبي ينطق بالحق وليس أنا، فكلام الدارمي ليس من كلام السلف وبالغ في الإثبات، بل هذا تحذير من كلامه في هذا الكتاب ".
لا أدري كيف فهم هؤلاء القوم من كلام الذهبي رحمه الله تعالى، بأنَّ كلام الإمام الدارمي رحمه الله تعالى:" ليس من كلام السلف ".
فإنَّ كلام الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، لا يدل على هذا المعنى الذي ذهبوا إليه، بل أقصى ما يُفهم منه أنَّه يرى أنَّ الإمام الدارمي رحمه الله تعالى قد بالغ في إثبات بعض الصفات لله تعالى، وإنَّ السكوت كان هو الأفضل في مثل هذه الحالات، لا أكثر من هذا المعنى ولا أقل .. !!.
وإلاَّ لو كان ما فهموه هو المعنى الصحيح من كلامه، كيف للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى إذاً أن يستشهد بكلام الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، ويحتج به في العديد من المواطن في كتابه العلو، منها:
1 – ما قاله الذهبي في كتابه العلو: (ص81 - 81 رقم183).:" قال عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب النقض على المريسي حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنَّ عبد الله بن عمرو قال: قالت الملائكة يا ربنا منا الملائكة ومنا جملة العرش، ومنا الكرام الكاتبين ونحن نسبح الليل والنهار لا نسأم ولا نفتر خلقتَ بني آدم فجعلتَ لهم الدنيا، فاجعل لنا الآخرة، قال: ثم عادوا فأجهدوا المسألة فقالوا مثل ذلك، فقال جلَّ جلاله: لن أجعل صالح ذرية من خلقتًُ بيدي كمن قلتُ له كن فيكون " ثُمَّ قال عن هذا الأثر:" إسناده صالح ".
أقول:
فكيف للذهبي أن يحتج بهذا الأثر ويحكم عليه بأنّ إسناده صالح، وهو يرى أنَّ كلام الدارمي رحمه الله تعالى:" ليس من كلام السلف " .. ؟؟.
¥