تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 – وقال الذهبي في العلو: (ص126 رقم335). " حديث أبي جعفر النفيلي حدثنا زهير بن معاوية حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم حدثنا ابن أبي مليكة أنَّه حدَّثه ذكوان صاحب عائشة أنَّ ابن عبَّاس دخل عليها وهي تموت فقال لها: كنتِ أحب نساء رسول الله، ولم يكن يجب إلاَّ طيباً، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات. أخرجه عثمان الدارمي في الرد على بشر بن عثمان المريسي ".

أقول:

كيف للذهبي رحمه الله تعالى، أن يكون رأيه في كلام عثمان الدارمي رحمه الله تعالى على نحو ما فهمتم بأنَّه:" ليس من كلام السلف " .. ؟؟. وهو يعتمد عليه وعلى روايته .. ؟؟.

3 – وقال الذهبي في كتابه العلو أيضاً: (ص194 رقم513). " قال عثمان الدارمي في كتاب النقض على بشر المريسي، وهو في مجلد سمعناه من أبي حفص بن القوس، فقال:" اتفقت الكلمة من المسلمين أنَّ الله فوق عرشه فوق سمواته ".

أقول:

إنَّ الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، قد نقل كلام الإمام الدارمي رحمه الله تعالى هذا على سبيل الاحتجاج به، وهو القول الذي ردتموه علينا بأنَّه إجماعنا نحن الحشوية، سبحان الله تعالى ما أجرأكم على اتهام النَّاس بالباطل .. !!.

والأدلة في هذا المجال كثيرة، ولا سبيل إلى إحصائها، وفي هذا القدر كفاية لمن أراد الحق، أو أراد أن يفهم عبارة الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، الفهم الصحيح، بعيداً عن الهوى أوالعصبية، ولكن أنَّي لكم أن تفهوا كلامه، وقد أخطأتم في فهم كلام الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى، و ربما يكون كلام الإمام الأوزاعي هو أسهل للفهم، وأوضح في الدلالة، من كلام الحافظ الذهبي هذا، لذا لا أعتب لكم في قلة فهمكم، فمن منهج أهل السنة والجماعة:" العذر بالجهل ".

قالوا:

" الله يتحرك وينتقل ويرتفع ويجلس ويقوم أي صفة الجلوس مثلك ايها الإنسان، يقول ص20:" لأنَّ الحي القيوم يتحرك إذا شاء وينزل ويرتفع إذا شاء و يقبض ويبسط إذا شاء ويقوم ويجلس ". انتهى كلامهم.

والجواب على هذا الإفتراء من وجهين:

الأول: إنَّ الإمام الدارمي لم يقل:" الله يتحرك وينتقل ويرتفع ويجلس ويقوم أي صفة الجلوس مثلك ايها الإنسان ". وأنا أتحداكم أن تخبرونا أين قال هذه العبارة:" أي صفة الجلوس مثلك أيها الإنسان ". فوالله إنَّ هذا من أكذب الكذب على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى.

إذ كيف يستقيم هذا الإتهام مع من يكفِّر من يشبِّه الله تعالى بخلقه، وفي ذلك يقول الدارمي رحمه الله تعالى، في كتابه الرد على المريسي: (ص22).

" أمَّا قولك إنَّ كيفية هذه الصفات، وتشبيهها بما موجود في الخلق فإنَّا لا نقول إنَّه خطأ كما قلتَ، بل هو عندنا كفر، ونحن لكيفيتها وتشبيهها بما هو موجود في الخلق أشد أنفاً منكم، غير أنا كما لا نشبهها ولا نكيفها، لا نكفر بها ولا نكذب ولا نبطلها بتأويل الضلال كما أبطلها إمامك المريسي في أماكن من كتابك سنبينها لمن غفل عنه ".

وقال أيضاَ ما نصه، في كتابه الرد على المريسي: (ص152 وما بعدها).

" ادعى – أي المعارض الذي يرد عليه الإمام الدارمي - أنَّ بعض كتبة الحديث ثبتوا به بصراً بعين كعين، وسمعاً كسمع جارحا مركباً.

فيقال لهذا المعارض: أمَّا دعواك عليهم أنَّهم ثبتوا له سمعاً وبصراً، فقد صدقت، وأمَّا دعواك عليهم أنَّه كعين وكسمع، فإنَّه كذب ادعيتَ عليهم لأنَّه ليس كمثله شيء ولا كصفاته صفة، وأمَّا دعواك أنَّهم يقولون جارح مركب، فهذا كفرٌ لا يقوله أحدٌ من المسلمين، ولكنَّا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبت له الرسول، وهذا الذي تكرره – كما تكررون أنتم اليوم - مرة بعد مرة جارح عضو وما أشبهه حشو وخرافات وتنشيع، لا يقوله أحد من العالمين، و قد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال، ونعني كما عنى والتكييف عنَّا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتنشيع ".

كيف يستقيم أن يتهم من يكفر المجسمة والمشبهة، بأنَّه مجسم، إلاَّ عند قليلي الفهم أمثالكم .. ؟؟.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير