تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مدلول التأويل واقعيا لانظريا!!]

ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[12 - 04 - 10, 04:30 م]ـ

يذكر المحققون من أهل السنة أن التأويل إنما ورد في الكتاب والسنة بمعنى التفسير أو بمعنى الحقيقة التي يؤول إليه الكلام فإن كان خبرا فتأويله وقوعه وإن كان أمرا فتأويله امتثاله.

ولكن هناك معنى أحدث للتأويل واشتهر حتى لايكاد يتبادر لأذهان كثير من الناس غيره وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به. وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس لأنه يكون حينئذ ضربا من التفسير. ولكن عند التطبيق الكلامي يختلف هذا المعنى اختلافا واسعا حتى إنك تكاد أن تجزم بأنه عبارة عن صرف لدلالات النصوص الشرعية حتى توافق رأي المؤول ومذهبه!! أي أن هذا اللفظ الشرعي المقدس أصبح يستخدم كقناع أو غطاء لتحريف الكلم عن مواضعه!! ولو نظرت لتأويلات الرازي في أساس التقديس وتأويلات ابن فورك في مشكل الحديث وغيرها لما وجدت من رابطة لغوية بين النصوص وتأويلاتها إلا في القليل النادر!!! ولهذا أصبح التأويل طريقا ومسلكا لجميع المخالفين لأهل السنة والجماعة، فاستخدمه المرجئة في تأويل نصوص الوعيد، واستخدمه الوعيدية في تأويل نصوص الوعد، بل إن الفلاسفة استخدموه في تأويل نصوص المعاد، والقرامطة في تأويل شرائع الإسلام!!!

وهكذا اختلف المعنى الواقعي للتأويل عن المعنى النظري اختلافا واسعا بل هائلا حتى إنك لتجد كلام ابن القيم يطابق واقعه تماما حين ذكر أصول أهل التأويل أوطواغيتهم وقال إنهم دكوا بها معاقل الوحي!!!

ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 12:06 ص]ـ

جزيتم خيرا شيخنا الفاضل على هذه الفائدة القيمة والدرة النادرة

وأعلى الله مراتبكم ..

ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 07:36 م]ـ

الأخ الكريم عادل أشكركم على اهتمامكم ودعائكم وأود أن أضيف إلى الموضوع التنبيه على دعوى باطلة يروج لها كثير من أنصار التأويل الباطل خلاصتها أن التأويل ضرورة لجأ إليها حتى علماء السلف وذكروا عن الإمام أحمد أنه تأول في ثلاثة أحاديث وهي دعوى تروج على بعض الناس ولهذا تتبع العلماء مزاعمهم وأجابوا عنها إجابة مفصلة أي في كل حديث على حده ومن أحسن هذه الكتب القواعد المثلى فقد ذكر في آخره إجابات شافية عن هذه الأحاديث التي يزعم أنصار التأويل أن السلف تأولوها فليرجع إليه من شاء والله الموفق.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير