تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 08:29 م]ـ

اخي الكريم غالب الساقي/

قولك ان

والدعاء بمعناه الشرعي هو طلب ما وراء الأسباب فالطلب من الأموات هو طلب ما وراء الأسباب التي سخرها الله تعالى فيكون داخلا في عموم الحديث والعام على عمومه حتى يأتي ما ينسخه أو يخصصه.

هل افهم من هذا اخي الكريم ان كل من توجه الى سبب لم يجعله الله عز وجل سببا فقد اشرك الشرك الاكبر المخرج من الملة لان الامر المطلوب لم يجعل الله عز وجل ذلك السبب سببا لتحصيله.

وهل تفرق اخي الكريم بين من حكم على كفره بمجرد النظر الى فعله وبين من حكم على فعله بانه كفر بالنظر الى القرائن التي صاحبت فعله. مثلا.

سؤال المخلوق النجاة من النار.

سؤال المخلوق الدعاء لكن يساله من مكان بعيد يستحيل عادة ان يسمعه من تلك المسافة.

فالاول شرك في العبادة لانه صرف نوعا منها لغير الله وهو الدعاء ولا زمه ان يكون معتقدا في المدعو. فنحن نحكم عليه بالكفر بمجرد النظر في نوع المطلوب. ومسالة طلب الشفاعة ينظر فيها من هذه الجهة. لان الذي قال انها كفر علل بان فيها صرف عبادة.

والثاني شرك اكبر مخرج من الملة لاجل الحالة التي كان عليها طلبه وليس لاجل نوع المطلوب. يعني لا نستطيع ان نحكم عليه بالكفر بمجرد ان ننظر في نوع المطلوب. بخلاف الاول.

واما الامثلة التي ذكرتها اخي الكريم فلعلك تفرق فيها بين السبب الذي يجمع الشرع مع الحس على انها ليست اسباب مؤثرة. بحيث لا يلتبس الامر فيها انها ليست اسباب.

وبين الاسباب التي لم يجعلها الله عز وجل اسبابا لكن كونها غير مؤثرة ليست ظاهرة للناس ظهور الاولى.

فكون الاصنام لا تسمع ولا تشفع عند الله امر واضح بين. لا يلتبس الامر فيها لعاقل.

وكون الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمع ولا يشفع عند الله. امر ليس واضح وضوح الاول.

فوجب ان يفرق في الضابط الذي ذكرته في الاسباب.

فليس كل من توجه الى سبب لم يجعله الله عز وجل سببا يكون فعله هذا شرك مخرج عن الملة.

فانت تعلم حكم لبس الحلقة والخيط التي لم يجعلها الله عز وجل اسبابا ينال بها المطلوب.

والله اعلم.

ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 08:48 م]ـ

تعديل عبارة - وكون الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمع ولا يشفع عند الله. امر ليس واضح وضوح الاول -

الى

وكون الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمع ولا يجيب سؤاله. امر ليس واضح وضوح الاول.

ـ[غالب الساقي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 09:28 م]ـ

المسألة ليست هي هي

المسألة عندنا نصوص في أن دعاء غير الله شرك

ونحن نعلم أن دعاء العادة وهو دعاء الحي الحاضر فيما يقدر عليه هو غير داخل في صرف العبادة لغير الله بالإجماع ويدل على ذلك النصوص

فعلمنا من خلال ذلك أن الدعاء المراد بالنصوص هو دعاء العبادة ودعاء العبادة هو ما عدا دعاء العادة المذكور آنفا

فيكون هذا المعنى الشرعي للدعاء المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة.

فكل دعاء يخرج عن دائرة الأسباب الحسية التي سخرها الله تعالى هو عبادة إذا صرفت لغير الله كانت شركا

ومن خلال هذا البيان نعلم أن الدعاء الذي هو شرك أكبر هو دعاء الأموات مطلقا أو دعاء الغائب أو دعاء الحي الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله.

ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 09:40 م]ـ

اذا اخي غالب ما ذا تقول في

ولد عاق توفي والده فاتى القبر فساله ان يسامحه ويتجاوز عنه

هل هذا شرك اكبر

ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 09:49 م]ـ

ولماذا جعلت دعاء الاموات مطلقا شركا اكبر هل لعدم السماع ام لعدم القدرة على الاجابة.

ـ[غالب الساقي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 11:22 م]ـ

دعاء الأموات يكون شركا لأنه دعاء خارج عن دائرة العادات فيكون مندرجا في دعاء العبادة

والمسألة التي طرحتها لا يفيدك جوابها على أي وجه كان الضابط الذي وضعته فلا فائدة من الجواب عليها

فقد يقال هي شرك أكبر لدخولها في عموم النص ولكن من فعل ذلك جاهلا يعذر بالجهل

وقد يقال ليست شركا أكبر لكونها شبيهة في دعاء العادة في كون الطالب يطلب شيئا خاصا في حق المطلوب منه فهو يطلب منه أن يسقط حقه عنه فهو يخلو من التعلق القلبي والذل والخضوع واتخاذ الوسائط بين الله وخلقه ولكن يكون قد توهم الطالب أن الميت يسمعه أو يستطيع أن يسامحه في ذلك الأوان فيكون باطلا من تلك الناحية.

بخلاف طلب الشفاعة من الميت فهو دعاء عبادة وليس فيه شبه بالعادات لكونه يشتمل على تعظيم الميت والتعلق به واتخاذه واسطة بينه وبين الله تعالى وفيه تذلل وخضوع وهو خارج عن الأسباب الحسية التي سخرها الله تعالى خروجا تاما.

وعلى جميع الوجوه لا يصلح هذا المثال ليؤخذ منه ضابط

لأن المثال الذي يجوز أن يؤخذ منه ضابط لا بد أن يكون حكمه مجمعا عليه لأن فصل النزاع لا يكون بناء على مسألة هي أيضا تحتاج إلى ما يفصل النزاع فيها

هذا من جانب ومن جانب آخر هذه المسألة على فرض أننا قلنا صاحبها لم يقع في الشرك الأكبر تحتمل احتمالات كثيرة في سبب عدم كونها شركا أكبر

وإذا تطرق الاحتمال سقط الاستدلال

والأمثلة التي ذكرتها لك هي أقوى من هذا المثال وأوضح

فمن دعا صنما في أمر يقدر عليه غير الله يكون مشركا شركا أكبر فبطل هذا الضابط الذي وضعته فهذا مثال مجمع عليه

ومن طلب من ميت قريب منه أن يساعده لدفع عدوان سبع أقبل عليه ليفترسه يكون مشركا شركا أكبر مع أنه طلب منه ما كان يقدر عليه وهو حي

وعلى كل حال لا بد لنا أن نفسر الدعاء الشرعي تفسيرا صحيحا ونجعل نفس صرف هذا الدعاء لغير الله شركا أكبر

كي لا نعطل النصوص عن مدلولاتها

أما أن نضيف إلى الدعاء شيئا هو شرك أكبر بذاته حتى لو انفصل عنه فهذا تعطيل لتلك النصوص فمن اعتقد أن غير الله له القدرة الخاصة بالله فهو شرك أكبر سواء دعا غير الله أو لم يدع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير