ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[20 - 05 - 10, 12:47 ص]ـ
اخي غالب مشيا على الضوابط التي وضعتها ومنها ان دعاء الميت مطلقا يكون شركا اكبر لا يصح لك ان تحكم على السؤال الموجه اليك الا بانه شرك اكبر مخرج من الملة و ذكرك لمسالة العذر بالجهل وان المسالة شبيهة بدعاء العادة لا ينفي على الضوابط التي ذكرتها ان يكون الجواب انها من الشرك الاكبر لان محاولة اخراج المسالة من حيز الشرك الاكبر لا ينفع مع تلك الضوابط.
فالجواب اصبح واضحا وهو ان الولد العاق لو اتى الى قبر والده وطلب منه ان يسامحه على ما لا قى منه ان هذا السؤال شرك اكبر.
اما قولك ان هذا السؤال لا يتضمن خضوع القلب و التذلل والخضوع. فمسالة الشفاعة وطلب الدعاء المتنازع فيها لا توجد فيها هذه الامور. وطلب الدعاء من الميت لا يستلزم خضوع القلب والتذلل وتعلق القلب.
فانظر اخي رعاك الله كيف خرجت من الصورة المختلف فيها واصبحت تذكر القرائن التي حكمت بها على طلب الدعاء بانه شرك ونبهتك مرارا اننا نتكلم على نفس المطلوب بدون القرائن المذكورة.
اما قولك -
ولكن يكون قد توهم الطالب أن الميت يسمعه أو يستطيع أن يسامحه في ذلك الأوان فيكون باطلا من تلك الناحية.-
هذا الامر اخي موجود كذلك في طلب الدعاء من الميت فالطالب يظن ان الميت يسمعه ويستطيع ان يدعوا له في ذلك الوقت او مستقبلا. فنفس التوهم موجود كما ترى اخي الكريم.
وهل نفي قدرة الميت على الدعاء مسالة قطعية لا يسوغ الخلاف فيها. اقصد الدعاء مطلقا.
اما قولك اخي الكريم ان
بخلاف طلب الشفاعة من الميت فهو دعاء عبادة وليس فيه شبه بالعادات لكونه يشتمل على تعظيم الميت والتعلق به واتخاذه واسطة بينه وبين الله تعالى وفيه تذلل وخضوع وهو خارج عن الأسباب الحسية التي سخرها الله تعالى خروجا تاما.
- كون طلب الدعاء من الميت عبادة صرفت له امر مشكل عليك اخي الكريم. لان هذه العبادة المصروفة لو صرفت بعينها لحي لكان ذلك شرك اكبر. فنحن لا نفرق في العبادة المصروفة لحي والمصروفة لميت في انها شرك.
وحسب علمي القاصر لا اعلم فعل معين اذا صرف لميت يكون شركا اكبر مخرج من الملة.
ونفس الفعل المعين لو صرف لحي لكان قربة. ارجوا اجابة واضحة بينة في هذا لاني اظن ان به يفصل في المسالة.
- اما قولك ليس شبيه بالعادات لكونه يشتمل على تعظيم الميت وتعلق به وجعله واسطةو ......
جوابه - ان تعليلك لعدم شبهه بالعادات لان فيه تعظيم للميت ...... ليس صحيح لان طلب الدعاء من الميت لا يستلزم ما ذكرت. لان الداعي اعتقد سماع الاموات واعتقد ان ذلك الميت له قدرة ان يدعوا له لانه حي في قبره كما جاء في بعض الاخبار ان اقارب الميت يدعوا لحيهم - اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا -
واتخاذ الوسائط اخي الكريم ليس شركا هكذا مطلقا كما ذكرت في هذا المثال فطلب الدعاء من الحي فيه اتخاذ وسائط وهو ليس بشرك.
- وقولك ان المسالة خارجة عن الامور الحسية خروجا تاما.
يبطله الخلاف في مسالة سماع الاموات وكذلك ما ورد من احاديث فيها ان الاموات يدعون للاحياء. وكون مسالة هل الميت يستطيع الدعاء في القبر ما دام حيا ليست بتلك القطعية والوضوح التي ذكرتها اخي الكريم.
وقولك اخي الكريم بعد ذلك ان المسالة التي طرحتها عليك دخلها الاحتمال فيسقط بها الاستدلال.
لا يصلح هنا لانك اصلت المسالة تاصيلا جعل تلك الاحتمالات لا تساوي شيئا عندها.
لانك قلت الدعاء هو العبادة فيستثنى منه ما كان مجمعا عليه وهو دعاء الحي للحي فيما يقدر عليه وابقيت على رايك الحديث على عمومه فتناول كل الافراد الباقية.
اما الامثلة التي ذكرتها بعد ذلك اخي الكريم فقد اجبتك عنها سابقا وانك تحف دائما بالدعاء قرائن كان يكون بعيدا.
او دعا صنم الذي اجمع العقل والحس انه لا يسمع ولا يستطيع ان يدعوا للطالب.
واردت ان تسوي في هذا بين ما اختلف فيه شرعا و حسا.
وبينت لك ان الخلاف ليس في هذا.
اما قولك لا بد ان نجعل نفس صرف هذا الدعاء شرك اكبر.
يجاب عليك بانه يلزمك ان تقول تجعل نفس صرف هذا الدعاء لحي شرك اكبر لانه لا فرق بين صرف العبادة لحي او ميت.
فاذا اقررت ان هذا اللازم يلزمك علمت انك ادخلت بعض الجزئيات في مدلولات النصوص لا تدل عليها.
اما قولك -
أما أن نضيف إلى الدعاء شيئا هو شرك أكبر بذاته حتى لو انفصل عنه فهذا تعطيل لتلك النصوص فمن اعتقد أن غير الله له القدرة الخاصة بالله فهو شرك أكبر سواء دعا غير الله أو لم يدع.
فهذا الذي طالبتك به اخي الكريم طالبتك ان لا تضيف الى الصورة المختلف فيها امورا يحكم بها على الفعل انه شرك ليس لاجل نوع الطلب بل لاجل الامور المضافة.
فتعين اخيرا ان تحدد الصورة المختلف فيها فقط دون ان يضاف لها اعتقاد لا يلزم من طلب الدعاء.
فننظر في نفس الطلب هل هو شرك ام لا.
فان قلت بان هذا صرف عبادة لغير الله الزمناك ان تجعل نفس الفعل والطلب اذا صرف لحي شرك اكبر وانت لا تقول بهذا.
معذرة على الاطالة شكرا بارك الله فيك.
¥