ـ[غالب الساقي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 06:31 ص]ـ
أخي أبو سعد الجزائري:
قبل أن ننتقل للضابط الذي ذكرته أنا لا بد أن ننتهي من الضابط الذي وضعته أنت
فقد نقض في صور عديدة
فقولك أن الأصنام دعاءها شرك أكبر مع أن الداعي لم يطلب منها ما لا يقدر عليه إلا الله هو نقض للضابط الذي ذكرته والإجماع على كون ذلك شركا هو الذي يجعل الاحتجاج بذلك عليك صحيحا لا العكس.
وأنت في الحقيقة تقيد الدعاء ولا تطلقه حين تقول أن يطلب الداعي من المدعو ما لا يقدر عليه إلا الله فهو كالقيود الأخرى ولا فرق فلو قلنا أيضا الدعاء الذي يستلزم أن المدعو يعلم الغيب هو أيضا من نفس الباب فلم تفرق بين الأمرين وتعتبر أن قيدك ليس إضافة.
ولم تجب على مسألة أن يطلب الحي من الميت القريب منه أن ينقذه من عدوان سبع هل هو شرك أكبر أو لا
مع أنه لم يطلب منه أمرا لا يقدر عليه إلا الله بل طلب منه ما يقدر عليه الحي.
وقولك إن الدعاء إذا لم يكن عبادة بالنسبة للحي فلا يكون عبادة بالنسبة للميت ينقضه أمور عديدة فلو أنه زارك إنسان فذبحت له ذبيحة لا يكون شركا لأنه ذبح عادة ولكن لو ذبحت للميت يكون شركا لأنه ذبح عبادة ولا يمكن أن يكون عادة لخروجه عن الأسباب الحسية التي سخرها الله.
ولو أنك طلبت من زيد مثلا أن يساعدك لينقذك من من هجوم حيوان مفترس عليك لم يكن شركا لأنه طلب عادة
فلو طلبت منه ذلك بعد موته كان شركا لخروجه عن نطاق العادة.
وقد نفى الله سبحانه المساواة بين الأحياء والأموات.
ولو سجد إنسان لحي تحية له لا يكون شركا بل كان جائزا في الشرائع السابقة وهو محرم في شريعتنا ولكن لو سجد للقبر تحية له فهو شرك أكبر لأن السجود لغير الله للحي قد يكون على وجه العادة كما سجد إخوة يوسف وأبواه له ولكن السجود للقبر لا يمكن أن يكون على وجه العادة فهو شرك على أي وجه كان.
ولو اعتمدت على الحي في إنجاز عمل لك لم يكن شركا
ولكن لو اعتمدت على ميت في إنجاز عمل لك فهو شرك أكبر
فالفرق بين دعاء الحي الحاضر فيما يقدر عليه ودعاء الميت أن الأول دعاء عادة والثاني دعاء عبادة
الأول يجري على السنن الكونية التي سخرها الله لعباده والثاني ليس كذلك.
ثم لم أنت تركز على المثال الذي ذكرته مع كونه لا يفيدك شيئا في الضابط الذي وضعته على أي حال من الأحوال
فتركيزك ليس له حاجة في النقاش.
فقد أجبتك على كلا الاحتمالين
إن قلت هو شرك أكبر لم يكن لك فيه حجة ولم تستطع أن تثبت أنه ليس شركا أكبر لا من كتاب ولا من سنة ولا من إجماع
وإن قلت هو ليس شركا أكبر فلا يلزم من هذا القول أن الضابط الذي ذكرته صحيح
لوجوه كثيرة قد ذكرتها
وعلى كل حال لا يحسن الآن الانتقال إلى الضابط الذي ذكرته أنا حتى ننتهي من الضابط الذي ذكرته فإن لم يصمد الضابط الذي ذكرته أنت عند البحث فما هو الضابط عندك إذا
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[20 - 05 - 10, 09:50 ص]ـ
اختصار للموضوع اخي غالب فقد قلت في المشاركة رقم 26
وانصافا لك اخي الكريم اقول ولست اهلا لذلك لكن من باب المناقشة والمباحثة/
ربما يزاد على الضابط وان لا يتضمن الدعاء اعتقاد في المدعو والله اعلم.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 05 - 10, 10:48 ص]ـ
الفرق أن الذين عناهم الله تعالى هم الذين صرفوا العبادة لغير الله. وكل ماكان من خصائص الألوهية أو الربوبية وصرف لغير الله فهو شرك. وأما من طلب مايقدر عليه المخلوقون فلايدخل في مسمى العبادة.
والله أعلم
هل الميت يقدر على أن يدعو اللهَ لفلانٍ؟
ثم إن هذا دعاءٌ، وقد صرفه لغير الله، وإذا لم يكن الدعاء عبادة، فما العبادة؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 05 - 10, 10:57 ص]ـ
اخي وليد حفظك الله ورعاك
ضابط الشرك في الدعاء ان يطلب من المخلوق امرا لا يقدر عليه الا الله عز وجل فلا تهمل هذا الضابط.
والشفاعة كما لا يخفى عليك اخي الكريم هو التوسط للغير بالدعاء.
فكونك تحكم على من طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند القبر انه وقع في الشرك الاكبر وتقصد الشرك في العبودية. امر عجيب. لماذا.
لان حقيقة المطلوب من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو التوسط للداعي بالدعاء. لان هذا هو معنى الشفاعة
فهل هذا المطلوب هو من خصائص الله عز وجل. اي من خصائص الله عز وجل التوسط بالدعاء للداعي. استغفر الله.
¥