تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من علامات أهل البدع]

ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[24 - 04 - 10, 06:06 م]ـ

الحمد لله .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

فهذه علامات أهل البدع، في زمن كثر فيه أهل البدع، وظاهروا أعداء الإسلام على محاربة دين الله تعالى، نضعها بين يدي إخوتي طلاب العلم، حتى يعرفونهم بسيماهم - ولا شكَّ على أنَّهم معروفون عند إخواني من طلاب العلم لكن من باب التذكير بحالهم.

وهذه الكلمات النيرات هي من كلام الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمه الله تعالى، من كتابه النافع المبارك:" عقيدة السلف أصحاب الحديث ".

وكلامه هذا موجود في طبعة الشيخ:" بدر البدر ". من الصفحة: (101). حتى: (107).

قال رحمه الله تعالى

وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم واستخفافهم لهم، وتسميتهم إيَّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة، اعتقاداً منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّها بمعزل عن العلم، وأنَّ العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدروهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم، وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة: [أؤلئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبضارهم]. محمد: (23): [ومن يهن الله فما له من مكرم إنَّ الله يفعل ما يشاء]. الحج: (18).

163 - سمعتُ الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول: سمعتُ أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعتُ جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي يقول: سمعتُ أحمد بن سنان القطَّان يقول: ليس في الدنيا مبتدع إلاَّ وهو يبغض أهل الحديث فإذا ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه.

164 – قال وسمعتُ الحاكم رحمه الله يقول: سمعتُ أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول: سمعتُ أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول: كنتُ أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند إمام الدين أبي عبد الله أحمد بن حنبل، فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال: أصحاب الحديث قوم سوء، فقام أحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول: زنديق زنديق حتى دخل البيت.

165 – قال وسمعتُ الحاكم أبا عبد الله يقول: سمعتُ أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى يقول: سمعتُ أبا نصر بن سلام الفقيه يقول: ليس شيء أثقل على أهل الالحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث ورواياته بإسناده.

166 – قال: وسمعتُ الحاكم يقول: سمعتُ الشيخ أبا بكر أحمد بن غسحاق بن أيوب الفقيه وهو يناظر رجلاً، فقال الشيخ أبو بكر: حدَّثنا فلان، فقال له الرجل: دعنا من حدَّثنا إلى متى حدَّثنا .. ؟؟. فقال الشيخ له: قم يا كافر فلا يحل لك أن تدخل داري بعد هذا أبداً، ثُمَّ ألتفت إلينا وقال: ما قلتُ قط لأحد ما تدخل داري إلاَّ هذا.

167 – وسمعتُ الأستاذ أبا منصور محمد بن عبد الله بن حمشاد العلم الزاهد رحمه الله تعالى يقول: سمعتُ أبا القاسم جعفر بن أحمد المقري الرازي يقول: قرأ على عبد الرحمن بن أبي حاتم ,انا أسمع سمعتُ أبي يقول: - عتى به الإمام في بلده أباه محمد بن إدريس الحنظلي الرازي - يقول: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر حشوية، يريدون بذلك إبطال الأثر، وعلامة القدرية تسميتهم أهل السنة مشبهة، وعلامة الرافضة تسميتهم أهل الأثر نابتة وناصبة.

168 – قال أبو عثمان: قلتُ أنا: وكل ذلك عصبية ولا يلحق أهل السنة إلاَّ اسم واحد وهو: أهل الحديث.

169 – قال أبو عثمان: قلتُ أنا: رأيتُ أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة سلكوا - ولا يلحقهم شيء منها فضلاً من الله ومنه – معهم مسلك المشركين لعنهم الله ن مع رسول الله صلى الله عليه سولم فإنَّهم اقتمسوا القول فيه، فسماه بعضهم ساحراً، وبعضهم كاهناً، وبعضهم شاعراً، وبعضهم مجنوناً، وبعضهم مفتوناً، وبعضهم مفترياً مختلقاً كذاباً، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم من تلك المعائب بعيداً بريئاً، ولم يكن إلاَّ رسولاً مصطفى نبياً، قال الله عز وجل: [انظروا كيف ضروا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً]. الفرقان: (9)

170 – و كذلك المبتدعة خذلهم الله اقتمسوا القول في حملة أخباره ونقلة آثاره ورواة أحاديثه المقتدين به المهتدين بسنته المعروفين بأصحاب الحديث، فسماهم بعضهم حشوية، وبعضهم مشبهة، وبعضهم نابتة، وبعضهم ناصبة، وبعضهم جبرية، ,اصحاب الحديث عصامة من هذه المعايب بريئة زكية نقية، وليسوا إلاَّ أهل السنة المضية، والسيرة المرضية، والسبل السوية، والحجج البالغة القوية، قد وفقهم الله جلَّ جلاله لاتباع كتابه ووحيه وخطابه، واتباع أقرب أؤليائه، والإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم في أخباره التي أمر أمته بالمعروف من القول والعمل، وزجرهم فيها عن المنكر منهما، وأعانهم على التمسك بسيرته والاهتداء بملازمة سنته، وجعلهم من ابتاع أقرب أؤليائه، وأكرمهم وأعزهم، وشر صدرورهم لمحبته، ومحبته أئمة شريعته، وعلماء أمته، ومن أحب قوماً فهو معهم يوم القيامة بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المرء مع من أحب ".

انتهى كلام الإمام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني

أخوكم من بلاد الشام

أبو محمد السوري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير