تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عقيدة الإمام الطبراني السلفية]

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 06:38 م]ـ

[عقيدة الإمام الطبراني السلفية]

كتبه

أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن استنّ بسنّته.

الحمد لله الذي هدانا للإسلام ولمنهج السلف الصالح عليهم الرضوان، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

أما بعد، فأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني الشامي (260 – 360 هـ) هو – كما وصفه الحافظ الذهبي – الإمام، الحافظ، الحجّة، الثِّقة، الرّحّال الجوّال، محدِّث الإسلام، مسند الدنيا، علمُ المعمّرين. ووصفه الحافظ يحيى بن عبد الوهاب ابن منده في الجزء الذي ترجم له فيه بقوله: إن ممّا أنعم الله على أهل أصبهان أن قد تفضل وامتنّ عليهم بقدوم الإمام المبجل والحافظ المفضل أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني رحمة الله عليه من طبرية الشام إلى هنا لفضله وعلمه وديانته وحفظه وإتقانه وطوله ورزانته وحمله وحسن سيرته الجميلة وطريقته القويمة المستقيمة ونشر ما سمعه من الأحاديث في المدائن والأمصار وإلحاقه الأصاغر بالأكابر بعلو أسانيد الأخبار وإيصاله الأبناء بالآباء والأسباط بالأجداد ومن اشتغاله في الصغر بهذا الشأن وتردده في الأقطار والبلدان.

وقال: سمعت أحمد بن عبد الرحمن يقول: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن رحمه الله يقول: سليمان بن أحمد بن أيوب أشهر من أن يدل على فضله وعلمه وحدث بأصبهان ستين سنة فسمع منه الآباء ثم الأبناء الأسباط حتى لحقوا بالأجداد، وكان رحمه الله واسع العلم كثير التصانيف، وقيل ذهبت عيناه في آخر أيامه فكان يقول: الزنادقة سحروني.

قال أبو معاوية البيروتي: والحديث عن فضائل الإمام الطبراني طويل ومشرف، ومن أراد الاستزادة في ترجمته العطرة فليرجع إلى الجزء الذي ألفه الحافظ ابن منده في ترجمته وإلى ترجمة الطبراني في " سير أعلام النبلاء " و " تاريخ الإسلام " وغيرهما. أما هنا، فسأتكلّم عن عقيدته السلفية رحمه الله، ومعظم النقولات من " جزء " الحافظ ابن منده، فإنْ كان في غيره ذكرت مصدر النقل.

1 – سيره على منهج أهل الحديث في العقيدة ووقيعة أهل البدع فيه وافترائهم عليه بأنه من المُشَبِّهة والحَشَويِّة:

قال الحافظ ابن منده في " جزئه ":

من طريقته المستقيمة وأفعاله الحميدة إنزال مشائخة منازل الأئمة السلف ووقيع الزنادقة من أهل البدع فيه وتسميتهم إياه مشبِّهاً، كما سمعت الإمام (عمِّي رحمه الله ... أبا القاسم يقول ... سمّاهم زنادقة ... بالمشبِّهة: أبو) (1) مسعود أحمد بن الفرات الرازي وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو عبد الله محمد بن ... ولا أعرف رابعهم، فإذا رأيتم من يقع فيهم أو في واحد منهم فاعلموا أنه على غير الطريق.

وقال الإمام عمي رحمه الله: أخبرت عن أبي عبد الله الشعار أنه قال: أبنا أحمد بن هارون البردعي قال: سمعت أبا زرعة الرازي يذكر عن محمد بن أبان، قال: سمعت وكيع بن الجراح رحمة الله عليه يقول: من علامة الجهمية أن يسموا أصحاب الحديث مشبهة.

وكذلك قال عبد الله بن المبارك ووهب بن جرير و (أبو) عاصم النبيل وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وقتيبة بن سعيد وعتبة بن وهب وحرب بن إسماعيل وأبو مسعود الرازي وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة الرازي وبشر بن الوليد و عبد الله بن محمد بن النعمان وغيرهم من أئمة الدين رحمة الله عليهم أجمعين.

ومقصودنا من إيراد هذا الفصل أن الامام أبا القاسم الطبراني رحمه الله قد أقام نفسه بما قد نسبه أهل البدع والخلاف اقتداء بالأئمة السلف والصالحين قبله بهذه النسبة إليهم، مع أن المبتدعة والمخالفين له كانوا يموتون على علو إسناده وكثرة أحاديثه، وقد سمعوا منه ورووا عنه، مع هذا ويطعنون عليه ويزعمون أنه كان حشويًّا!! وهل يضر القمر نباح الكلب؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير