تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الدليل على ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله ......]

ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[25 - 04 - 10, 06:42 م]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وهم وإن شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة [أي الملائكة تشم ريحا طيبة حين يهم العبد بالحسنة كما جاء عن سفيان بن عيينة]، فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك، بل ما في قلب ابن آدم يعلمونه، بل ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه، بل الشيطان يلتقم قلبه؛ فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس، ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره، ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له

ما الدليل على ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 02:00 ص]ـ

أخي الفاضل شيخ الإسلام قد ذكر الأدلة على ذلك، وتأمل النقل كاملاً يتبيّن لك ذلك؛ قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 5/ 507 - 508) بعد أن تكلم على مثل قول الله تعالى (ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون) وقوله: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وآيات مماثلة؛ قال رحمه الله: "فان مثل هذا اللفظ اذا ذكره الله تعالى في كتابه دل على أن المراد أنه سبحانه يفعل ذلك بجنوده وأعوانه من الملائكة فان صيغة نحن يقولها المتبوع المطاع العظيم الذى له جنود يتبعون أمره وليس لأحد جند يطيعونه كطاعة الملائكة ربهم وهو خالقهم وربهم فهو سبحانه العالم بما توسوس به نفسه وملائكته تعلم فكان لفظ نحن هنا هوالمناسب، وكذلك قوله (ونعلم ما توسوس به نفسه) فانه سبحانه يعلم ذلك وملائكته يعلمون ذلك كما ثبت في (الصحيحين) عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال (اذا هم العبد بحسنة كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشر حسنات واذا هم بسيئة لم تكتب عليه فان عملها كتبت عليه سيئة واحدة وان تركها لله كتبت حسنة) فالملك يعلم ما يهم به العبد من حسنة وسيئة وليس ذلك من علمهم بالغيب الذى اختص الله به وقد روى عن بن عيينة أنهم يشمون رائحة طيبة فيعلمون أنه هم بحسنة ويشمون رائحة خبيثة فيعلمون أنه هم بسيئة وهم وان شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك بل ما في قلب بن آدم يعلمونه بل ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه بل الشيطان يلتقم قلبه فاذا ذكر الله خنس واذا غفل قلبه عن ذكره وسوس ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغى فيزينها له، وقد ثبت في (الصحيح) عن النبى صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر صفية رضى الله عنها (ان الشيطان يجرى من بن آدم مجرى الدم)، وقرب الملائكة والشيطان من قلب بن آدم مما تواترت به الآثار سواء كان العبد مؤمنا أو كافرا واما أن تكون ذات الرب في قلب كل أحد كافر أو مؤمن فهذا باطل لم يقله أحد من سلف الأمة ولا نطق به كتاب ولا سنة بل الكتاب والسنة واجماع السلف مع العقل يناقض ذلك" إهـ.

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 02:05 ص]ـ

وبهذا نعلم كيف تكتب الملائكة ما هم به الإنسان من خير وشر وإن لم يفعله ولم يتكلّم به، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعًا:"قال الله عز وجل إذا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فلا تَكْتُبُوهَا عليه فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً وإذا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فلم يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا"، فلولا أن الله قد أطلع الملائكة على همّ الإنسان لما علمت به ولما كتبته.

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 02:09 ص]ـ

وإن كنت تريد دليل قول الشيخ رحمه الله عن الشيطان: بل الشيطان يلتقم قلبه؛ فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس، ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره، ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له.

فدليلها ــ والله أعلم ــ ما رواه ابن أبي شيبة والطبري وغيرهم عن ابن عباس قال: " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس " وهو موقوف عليه وإسناده صحيح، وذكره بنحوه البخاري تعليقًا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير