تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَهَذِهِ الْأَلْفَاظُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ أَنْ يَقُولَ فِيهَا بِنَفْيٍ وَلَا إثْبَاتٍ حَتَّى يَسْتَفْسِرَ الْمُتَكَلِّمُ بِذَلِكَ فَإِنْ بَيَّنَ أَنَّهُ أَثْبَتَ حَقًّا أَثْبَتَهُ وَإِنْ أَثْبَتَ بَاطِلًا رَدَّهُ وَإِنْ نَفَى بَاطِلًا نَفَاهُ وَإِنْ نَفَى حَقًّا لَمْ يَنْفِهِ وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يُجْمِعُونَ فِي هَذِهِ الْأَسْمَاءِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ: فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ.

فَمَنْ قَالَ: إنَّهُ فِي جِهَةٍ وَأَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّهُ دَاخِلٌ مَحْصُورٌ فِي شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ - كَائِنًا مَنْ كَانَ - لَمْ يُسَلَّمْ إلَيْهِ هَذَا الْإِثْبَاتُ وَهَذَا قَوْلُ الْحُلُولِيَّةِ. وَإِنْ قَالَ: إنَّهُ مُبَايِنٌ لِلْمَخْلُوقَاتِ فَوْقَهَا لَمْ يُمَانَعْ فِي هَذَا الْإِثْبَاتِ؛ بَلْ هَذَا ضِدُّ قَوْلِ الْحُلُولِيَّةِ. وَمَنْ قَالَ: لَيْسَ فِي جِهَةٍ فَإِنْ أَرَادَ أَنَّهُ لَيْسَ مُبَايِنًا لِلْعَالَمِ وَلَا فَوْقَهُ لَمْ يُسَلَّمْ لَهُ هَذَا النَّفْيُ) اهـ

قلت: وقس على هذا في الالفاظ المجملة التي تحتمل معنى صحيحا وآخر باطلا و لم ترد في الكتاب والسنة

فالفاظها يتوقف فيها فلا تنفى ولا تثبت لله تعالى

واما معانيها فنثبت المعنى الحق وننفى المعنى الباطل

وهذا التفصيل هو الحق وتركه يلزمك بلوازم باطلة

فتنبه

نقل آخر لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى:

(وَأَمَّا لَفْظُ " التَّجْسِيمِ " فَهَذَا لَفْظٌ مُجْمَلٌ لَا أَصْلَ لَهُ فِي الشَّرْعِ؛ فَنَفْيُهُ وَإِثْبَاتُهُ يَفْتَقِرُ إلَى تَفْصِيلٍ وَدَلِيلٍ كَمَا تَقَدَّمَ.

وَأَمَّا إنْ قَالَ الْمُثْبِتُ لِذَلِكَ: الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ فَوْقَ الْعَالَمِ وَمُبَايِنٌ لَهُ.

قِيلَ لَهُ: هَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ وَإِنْ قَالَ النَّافِي لِذَلِكَ: الْمُرَادُ أَنَّهُ لَا تَحُوزُهُ الْمَخْلُوقَاتُ وَلَا تُمَاثِلُهُ.

قِيلَ لَهُ: هَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ. وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ قَوْلَيْكُمَا؛ فَإِنَّهُ فَوْقَ الْعَالَمِ مُبَايِنٌ لَهُ وَالْمَخْلُوقَاتُ لَا تَحْصُرُهُ وَلَا تَحُوزُهُ وَلَا يَفْتَقِرُ إلَى الْعَرْشِ وَلَا غَيْرِهِ؛ مَعَ أَنَّهُ عَالٍ عَلَيْهَا مُبَايِنٌ لَهَا وَلَيْسَ مُمَاثِلًا لَهَا وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ مَا يَجُوزُ عَلَيْهَا.

فَهَذِهِ الْمَعَانِي صَحِيحَةٌ مِنْ النَّافِي وَالْمُثْبِتِ مَقْبُولَةٌ؛ وَتِلْكَ الْمَعَانِي مِنْهُمَا مَرْدُودَةٌ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

قلت: ان كان يريد من معنى الجسم المركب من جوهرين مفردين فاكثر او من المادة و الصورة

او الذي يحتاج بعضه الى بعض

فهذه معاني منفية عن الله تعالى

فتبين من منهجنا اننا لا نثبت لفظ التجسيم ولا ننفيه عن الله تعالى لعدم ورود النصوص في ذلك واما المعنى فنفصل فيه لاحتماله لمعاني صحيحة ومعاني باطلة

فنفيه مطلقا نفي للمعاني الصحيحة

واثباته مطلقا اثبات للمعانى الباطلة فَخَلُصَ معنا ان الحق هو التفصيل

والله الموفق

14/ 5/1431

ـ[أبو دوسر]ــــــــ[29 - 04 - 10, 11:21 ص]ـ

يا أخي الفاضل:

قولك (فتبين من منهجنا اننا لا نثبت لفظ التجسيم ولا ننفيه عن الله تعالى لعدم ورود النصوص في ذلك واما المعنى فنفصل فيه لاحتماله لمعاني صحيحة ومعاني باطلة

فنفيه مطلقا نفي للمعاني الصحيحة

واثباته مطلقا اثبات للمعانى الباطلة فَخَلُصَ معنا ان الحق هو التفصيل)

لماذا لا نسكت عن إثارة مثل هذه المواضيع؟

فقولك يفتح بابا لا أعرف كيف يمكننا إغلاقه ...

هل يمكن أن نقول (أن لله بطن أو لسان أو ... )

هل ستقول يالتفصيل أيضا؟

قال الإمام أحمد رحمه الله: (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث).

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 01:39 ص]ـ

أولاً: جزى الله الناقل خيرًا على الفائدة.

ثانيًا:

لماذا لا نسكت عن إثارة مثل هذه المواضيع؟ فقولك يفتح بابا لا أعرف كيف يمكننا إغلاقه ...

إعلم أن هذا الباب مفتوح منذ ما يربو على الألف عام؛ فكيف يكون الأخ صاحب الموضوع قد فتحه؟؟؟!!

فالإختلاف في التجسيم قول قديم، وقد نقل فيه الخلاف جميع من صنف في الفرق والديانات؛ هو قول طائفة الكرّامية أتباع محمد بن كرّام، وكذلك هو قول قدماء الشيعة.

ولا يزال أهل البدع من الأشاعرة والماتريدية يصمون أهل السنة أتباع السلف بالتجسيم، فكان لزامًا ضبط مسائل هذا الباب لئلا يقع اللبس على من لا علم له به.

وبذلك يتبيّن الفرق بين مسألة التجسيم وبين قولك: هل يمكن أن نقول (أن لله بطن أو لسان أو ... )، هل ستقول يالتفصيل أيضا؟

ولا شك أن الخير باتباع الكتاب والسنة على ما نقلته عن الإمام أحمد رحمه الله: (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث). ولكن ما الحل فيمن يصم أهل السنة السنية بالتجسيم وأنهم يثبتون لله تعالى الجوارح والأعضاء المعهودة في البشر؟!! أليس من الواجب ردّ طعنهم وبيان باطلهم وتبرئة ساحتنا مما يقذفوننا به؟!!!

بل على هذا الأساس ـ أعني بيان تلبيس أهل البدع في كلامهم المذموم ـ أقام شيخ الإسلام كتابه الحافل العظيم (بيان تلبيس الجهمية) من أوله إلى آخره، وبيّن فيه هذه المسألة التي ذكرها أخونا صاحب الموضوع ومسائل أخر من مثل الجهة والحيز والتركيب التي يتكلم بها أهل الكلام في حق الله تعالى نفيًا أو إثباتًا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير