تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هاء الكناية هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب. والمد لغةً الزيادة واصطلاحا إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللِّين أو من حرفي اللِّين فقط. والقصر لغةً الحبس واصطلاحا إثبات حرف المد واللِّين أو أحرف اللِّين فقط من غير زيادة عليه.

وَقَصِّرْ يُؤَدِّهْ مَعْ نُوَلِّهْ وَنُصْلِهْ وَنُؤْتِهْ فَألْقِهْ يَتَّقِهْ أرْجِهْ كِلاَ

وَفي يَأتِهْ طَه خِلاَفٌ وَماانْفَصَلْ فَوَسِّطْ أوِاقْصُرْ وَسْطَ مااتَّصَلَ اقْبَلاَ

المعنى أنّ قالون روى: {يؤدِّه إليك} موضعي آل عمران، {نولِّه ما تولى ونصله جهنَّم} في النساء، {نؤته منها} موضعي آل عمران وموضع الشورى، {فألقه إليهم} في النمل، {يتقه} في النور، {أرجه} في الأعراف والشعراء. بقصر الهاء في المواضع الأحد عشر أي بحذف صلتها جريا على قاعدته في هاء الضمير الواقعة بين ساكن ومتحرِّك فإنَّه لا يصلها. وقد وقعت الهاء في هذه الكلم كذلك باعتبار أصلها إذ أصلها: يؤديه ونوليه ونصليه ونؤتيه ويتقيه وفألقيه و أرجيه؛ فحذف منها حرف العلة وهو الياء للجازم في المضارع وللبناء في الأمر والمحذوف لعلة في حكم الموجود فكأن الياء لا زالت موجودة فأعطيت الهاء حكمها الأصلي وهو القصر. واختلف عنه في {ومن يأته مؤمنا} في طه بين إشباع الهاء لوقوعها بين متحرِّكين باعتبار لفظها وقصرها لوقوعها بين ساكن ومتحرِّك باعتبار أصلها وهما صحيحان مأخوذ بهما والقصر مقدّم في الأداء للقاعدة المشهورة وهي: [متى كان الخلف في هاء الضمير لأحد من القراء دائرا بين القصر والصلة أو القصر والإسكان فالمقدم القصر. ومتى كان دائرا بين الصلة والإسكان فالمقدم الصلة.

(وجاء عنه) في المد المنفصل وهو ماانفصل شرطه عن سببه بأن وقع حرف المد آخر كلمة والهمز أول تاليتها نحو: {بما أنزل}، {قالوا ءامنّا}، {في أنفسكم}. وجهان: الأول القصر وهو أن تمدّ صوتك بحرف المد بقدر النطق بحركتين أي بالقدر الذي لا تتحقق ذات حرف المد إلا به. والثاني المد المتوسط وهو أن تمد صوتك به بقدر النطق بأربع حركات. ولا فرق في ذلك بين ما كان حرف المد فيه ثابتا لفظا ورسما كالأمثلة المتقدمة أو لفظا فقط نحو: {يأيها}، {أمره إلى الله}، {به إلا}. ونحو: {عليكم أنفسكم} على وجه صلة الميم. وقد استقر عملنا على الأخذ فيه بهذين الوجهين تبعا لما جرى عليه إمامنا الشاطبي كما نبّه عليه تلميذه السخاوي. وقدّر في التيسير مدّه بألف ونصف يعني ثلاث حركات وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به لوروده.

(وجاء عنه) في المد المتصل وهو ما اتصل شرطه بسببه في كلمته بأن اجتمع حرف المد مع الهمز في كلمة وتقدم حرف المد نحو: {السفهاء}، {قروء}، {جيء}؛ المد المتوسط بأن تمده قدر أربع حركات وهذا على جرى عليه الشاطبي، وقدّره في التيسير بثلاث وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به مع مثله والقصر في المنفصل.

(فائدة) إذا اجتمع في آية ميم جمع ومد منفصل فإن تقدمت الميم وتأخَّر المنفصل كما في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم ... } الآية، ففيها أربعة أوجه: الأول والثاني سكون الميم مع قصر المنفصل ومدّه. والثالث والرابع ضمها معهما أيضا. وإن تقدم المنفصل وتأخَّرت الميم كما في قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل ... } الآية، ففيها أربعة أيضا: قصر المنفصل مع سكون الميم وصلتها ومدّه كذلك. وإذا كان في الآية ميم جمع بعدها همز قطع ففيها ثلاثة أوجه: الأول سكون الميم، والثاني والثالث صلتها مع القصر والمد. اهـ

وَمَابَعدَ هَمزٍ خُذْ بِقَصرٍ وَلِينَهُ كَذَا وَاصِلاً ثَلِّثْ كَشَيْ وَاقِفًا فُلاَ

المعنى أنّه روى باب البدل وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد نحو: {ءامنوا}، {إيمانا}، {أوتي}؛ بالقصر وجها واحدا كغير ورش. وروى باب اللِّين والمراد به هنا ما وقع فيه الياء والواو ساكنين بين حرف مفتوح وهمزة في كلمة نحو: {كهيئة}، {شيء}، {سوءة}، {امرأ سوء} بالقصر في حالة الوصل وجها واحدا. وجاء عنه في متطرف الهمز منه القصر والتوسط والإشباع في حالة الوقف.

باب الهمزتين من كلمة

لِثَانِيهِمَا سَهِّلْ وَبِالفَصلِ قُلْ خَلاَ أئِمَّهْ ءَآمَنتُمْ ءَآلِهَةٌ فَلاَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير