3 ـ الناصبة قاتلوا الروم و الترك و الكفار وفتحوا الأمصار، بينما الشيعة لا يقاتلون إلا المسلمين، ولا يعرف أنهم قاتلوا الكفار، بل كانوا عورة المسلمين و أعوان التتر و الإفرنج على المسلمين.
4 ـ لم يدخل في الناصبة المرتدون و الزنادقة و الدجاجلة كما دخل في الشيعة من هؤلاء ما امتلأت بذكرهم كتب التاريخ و التراجم.
5 ـ الناصبة لم يدعوا في عثمان ـ رضي الله عنه ـ النبوة أو الألوهية بخلاف الشيعة ففيهم طوائف تزعم له النبوة، ومنهم من يألهه.
6 ـ الناصبة فرقة واحدة ما عدا بدعتهم في الانحراف عن علي ـ رضي الله عنهم ـ هم أهل سنة في الاعتقاد و الأصول و الأحكام، بينما الشيعة ملل ونحل، وفيهم الباطنية، و يخالفون أهل السنة في الاعتقاد و الأصول وبعض الأحكام.
7 ـ لم تزعم الناصبة أن عثمان معصوم، بخلاف الشيعة الذين زعموا العصمة لكل أئمتهم.
8 ـ الناصبة يتولون أبا بكر و عمر و عائشة و طلحة و الزبير و سعدا، و يقدمون الشيخين على عثمان، بينما الشيعة يذمونهم و يقدمون عليا عليهم في كل شيء.
9 ـ الناصبة غاية ما يستندون إليه في بدعتهم زعمهم أن عليا شارك في قتل عثمان أو أعان عليه، ومع ذلك لا يضعون الأحاديث بخلاف الشيعة الذين عرفوا بالكذب في الرواية.
فالشر والفساد الذي في الشيعة أعظم بكثير من الشر والفساد الذي في الناصبة، والخير والصلاح الذي في الناصبة أضعاف أضعاف الخير الذي في الشيعة.
فلهذه الأسباب يروي أهل السنة عن الناصبة،ولا يروون عن الشيعة الرافضة.
المقصود أن ما قرره الحافظ ابن حجر هو عين ما قرره ابن تيمية،وما ترمي به الشيعة ابن تيمية من النصب هو هذا الذي قرره ابن حجر.
ومما يدلك على أن ابن حجر لا يعتقد هذه الترهات أنه قرض (الرد الوافر) لابن ناصر الدين الدمشقي الذي كتبه للدفاع عن ابن تيمية.
و الآن إلى المطاعن نفحصها واحدة واحدة.
مسألة ابن تومرت:
قال ابن حجر في ترجمة ابن تيمية من (الدرر الكامنة) (47/ 1):
((ونسبه قوم إلى أنه يسعى في الإمامة الكبرى، فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه)).
قلت: لقد ذكر ابن تيمية محمد بن تومرت في مواضع من كتبه، تتبعتها كلها فلم أجده يطريه، بل يذمه أشد الذم.
و الاختلاف العلمي الوحيد الممكن معه في هذه القضية هو في نسبته ابن تومرت إلى الاعتزال، بينما نسبه أكثر المترجمين له إلى الأشعرية، وهذه سنجيب عنها في الآخر، ونذكر سببها بعد أن نبيّن كذب هذه التهمة، و أن أصحاب ابن تومرت، ومن كان يطريه هم الطائفة القريبة من ابن حجر، وليس ابن تيمية.
2 ـ إليك ما قاله ابن تيمية عن ابن تومرت في جميع كتبه، وقابل بينه و بين ما نسبه إليه ابن حجر زورا.
قال ابن تيمية في (الدرء) (2/ 174): ((ولقب ابن تومرت أصحابه بذلك إذ كان قوله في التوحيد قول نفاة الصفات جهم وابن سينا ويقال إنه تلقى ذلك عمن يوجد في كلامه موافقة الفلاسفة تارة ومخالفتهم أخرى))
قلت: يقصد الغزالي فقد ذكر الغزالي في كتابه (سر العالمين وكشف ما في الدارين) (ص:1):
((فلما رأيت أهل الزمان همهم قاصرة على نيل المقاصد الباطنة والظاهرة، وسألني جماعة من ملوك الأرض أن أضع لهم كتاباً معدوم المثل لنيل مقاصدهم واقتناص المماليك وما يعينهم على ذلك استخرت الله فوضعت لهم كتاباً. وسميته بكتاب (سر العالمين وكشف ما في الدارين) ..... فهو يصلح للعالم الزاهد وشريك شرك المالك بتطييب قلوب الجند وجذبهم إليه بالمواعظ، فأول من استحسنه وقرأه على بالمدرسة النظامية سراً من الناس، في النوبة الثانية بعد رجوعي من السفر رجل من أرض المغرب يقال له محمد بن تومرت من أهل سلمية، وتوسمت منه الملك.)).
قال ابن تيمية: ((قلت: ولهذا رأيت لابن التومرت كتابا في التوحيد صرح فيه بنفي الصفات، ولهذا لم يذكر في (مرشدته) شيئا من إثبات الصفات،ولا إثبات الرؤية ولا قال إن كلام الله غير مخلوق، ونحو ذلك من المسائل التي جرت عادة مثبتة الصفات بذكرها،ولهذا كان حقيقة قوله موافقا لحقيقة قول ابن سبعين والقائلين بالوجود المطلق موافقة لابن سينا، وقد ذكر ابن التومرت في (فوائده المشرقية) أن الوجود مشترك بين الخالق والمخلوق فوجود الخالق يكون مجردا ووجود المخلوق يكون مقيدا وقال ابن التومرت في كتاب (الدليل والعلم) .... ))
¥