ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:14 ص]ـ
بارك الله فيك .. و الذي هو محل بحثنا الضابط فيه هو نفس التوجه و الطلب و القصد ... فالصورة التي يتحدث عنها السبكي ينتفي فيها القصد و الطلب من المخلوق بخلاف صورة المشركين و ان اتفقا في كونهما سببا و كسبا ... تماما كمثال الشفاعة .. فكلاهما في صورة اللفظ يتفقان في كونهما سببا وواسطة و زلفى .. لكن يفترقان في المعنى بكون احداهما المسؤول منه الشفاعة هو الخالق و الثاني المسؤول منه الشفاعة هو المخلوق ... و هو ما بينه رحمه الله بقوله: ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ولا داعين إلا إياه، فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له، والمسئول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله، كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس سؤالاً للنبي صلى الله عليه وسلم بل سؤال لله به ". ...
نعم الادعاء بأن المعنى في مثل هذه الصورة الاستثائية على هذا النحو بعيد عن الواقع كما بينه شيخ الاسلام و نبه الى ان هذا المعنى و ان كان صحيحا من الناحية اللغوية الا انه من الناحية الفقهية الواقعية لا يغني و لا يسمن من جوع لأن عامة المستغيثين لا يقصدونه .... فلو استغاث احد بمخلوق يجوز التوسل به ثم حين استفسر عن قصده اجاب بهذا الاعتبار لقبل منه و ما عد نظير المشركين لأن هؤلاء متوجهون بقصدهم و طلبهم و سؤالهم لغير الله ... لكن الواقع ان المستغيثين لا يعنون ذلك في قصدهم و طلبهم في الغالب كما هو معروف عند من خالطهم
و المقصود بيان ان الاجماع الذي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تحريم شرك الطلب و القصد و الاستغاثة بغير الله اجماع معلوم مقطوع به لم يخالف فيه أئمة الفقهاء و ان استشهاد القبوريين المعاصرين بالسبكي او ابن الوكيل او الباجي او غيرهم من خصوم شيخ الاسلام لا أساس له و لا متعلق لهم ... فقد كانوا اجل من ان ينقضوا اجماعا معلوما بالضرورة عند المسلمين .. و انما نقضه من جاء بعد هؤلاء في القرون المتأخرة و التي ينقطع عندهم سند القبورية و ما تمسحهم بالنووي او الرافعي او السبكي الا محاولة لرفع السند ما امكنهم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:22 ص]ـ
بارك الله فيك ...
لم يقل المشركون أنهم متوجهون لأصنامهم توجهاً خالصاً ..
ولم يقل السبكي أنه توجه لربه توجهاً خالصاً ..
ولم ينف المشركون أنهم متوجهون لله ..
ولم ينف السبكي أنه متوجه للرسول صلى الله عليه وسلم ..
وتوجه المشركون لأصنامهم لأنهم زلفى وسبب ..
وتوجه السبكي للرسول صلى الله عليه وسلم لأنه سببا يتكسب به ..
فليس نفي إرادة التوجه للمخلوق عن السبكي بأولى من نفيه عن المشركين ..
وليس محل النبي المستغاث به كسبب ومحل كسب بأقل دلالة من محل الأصنام المستغاث بها لأنها زلفى يتقرب بها ..
ولو قال الرجل ارزقني يا محمد لم ينفعه أن يقول إنما أردتُ ارزقني يالله بمحمد ولقيل له: قل ارزقني يا الله بمحمد، أما وقد قلت ما قلت فقد نطقت بكلمة الكفر وفعلت فعل المشركين وشبهتك شبهتهم لا تنفعك؛كما لم ينفع المشركون أنهم يسألون الله وإنما هي وسائط تقرب ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 04:25 ص]ـ
بارك الله فيكم قولكم
ولم يقل السبكي أنه توجه لربه توجهاً خالصاً ...
في مقابله قول السبكي:
ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ولا داعين إلا إياه، فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له، والمسئول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله، كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس سؤالاً للنبي صلى الله عليه وسلم بل سؤال لله به
و هو واضح في بيان توجهه الخالص الى الله سبحانه لا يسأل لا النبي صلى الله عليه و سلم و لا غيره ... ـاما المشركين فتوجههم الى الله ليس خالصا كما قلت .. و هنا افترقا .... تماما كما في مسألة الشفاعة .. لا يستوي من يطلبها من النبي صلى الله عليه و سلم و مقصوده طلبها من الله .. و من يطلبها من اللات و مقصوده طلبها من اللات نفسها لاعتقاده أن لها استقلالية في الشفاعة و لهذا رد عليهم المولى بانتفاء الشفاعة لاحد الا باذنه ...
و المقصود كما قلت بيان ان لا احد ممن هو معروف بعلمه و امامته في الفقه و التصوف اجاز الاستغاثة الشركية بصورتها المعروفة من توجيه القصد و الطلب الى المخلوق
¥