ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 06:44 ص]ـ
بارك الله فيك ..
هو إنما يتحرز عما ظن أنه ينفعه التحرز منه وهو إرادة الغوث من النبي صلى الله عليه وسلم خلقاً وإيجاداً ..
وهذا هو باب الشبهة الذي دخل على أولئك العلماء الأفاضل أي: عدم تحقيقهم لصور الشرك التي كان عليها مشركو العرب ..
وكما قدمتُ لك ..
غاية ما تحاوله هو أن تقول أنه يريد التوسل الذي نسميه نحن التوسل البدعي ..
ولكن المحاولة غير ناجحة لسببين قدمتهما لك ..
الأول: أنه فصل بين الصورتين فجعلهما توسلين ومحل النزاع في واحد منهما،فلا ينفع أن ندمج ما فصله هو.
الثاني: مقتضى قوله:
((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))
نفس جعل النبي مستغاثاً ولو لفظاً ولو على جهة السببية والكسب ولو مع جعل الغوث خلقاً وإيجاداً من الله (هذا لا أنازعك في أنه يريده) = نفس هذا هو عين شرك العبادة الذي وقع فيه مشركو العرب الذين بعث لهم النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولا ينفعه عده هذا كسباً وتسبباً؛ لأن هذا هو نفس متعلق الكفار فلم ينفعهم ..
ولا ينفعه ظنه أن اعتقاده أن الغوث خلقاً وإيجاداً من الله؛ لأن هذا لا تنفيه مشركة الجاهلية ..
فلا فرق بين الصورة التي يقررها السبكي وبين شرك عرب الجاهلية أصلاً ..
وفي الصورتين:
توجه للواسطة وظن أن الغوث يأتي منها تسبباً وكسباً؛لأجله يتزلف بها لخالق وموجد الغوث ..
أما في التوسل البدعي:
فلا يتوجه للمُتوسل ولا يخاطب ولا يُعتقد أنه يأتي منه شيء ولا أنه يَتسبب في شيء ولا أنه يُكسب به شيء ..
وإذا حصل المطلوب في التوسل البدعي فإنه لا يقال إن المتوسل به فعل ..
والتسوية بين الصورتين أو بين اللفظين هي كالتسوية بين الذي يقول: بمقام (س) عندك افعل يا (ص)
وبين الذي يقول: افعل يا (س)
وهذه تسوية لا تعرفها العربية ولو صنع مثلها في مسألة طلاق أو يمين لكان فاعلها والمفتي بها هزأة للساخر ..
وهل قالت العرب إلا:
إنما نسألهم لكونهم زلفى وقربى وإنما مسؤولنا الله ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 07:57 ص]ـ
و فيك بارك الله ... لم سيتحرز عن إرادة الغوث من النبي صلى الله عليه وسلم خلقاً وإيجاداً مع ان هذا ليس في العير و لا في النفير؟ فالكتاب هو في الرد على ابن تيمية .. و اين تيمية لم ينعت المستغيثين بالشرك لأنهم يقولون بانهم يعتقدون الخلق و الايجاد بل لمجرد التوجه و القصد .. فلم سيتحرز السبكي عن شيء لم يشنع به ابن تيمية لأنه أصلا ظاهر الشناعة ظهورا لا يمكن ان يقوم حوله نزاع ...
و انما تحرزه في كل الكتاب واضح عن جعل صورة الاستغاثة التي اباحها من جنس ما ادعى شيخ الاسلام انها شرك في التوجه و القصد و الطلب .. اما اعتقاد الايجاد و الخلق و النفع و الضر فهذا كفر آخر مستقل لم يحصل النزاع فيه ...
و انما النزاع كان في اشتمال الاستغاثة على شرك الطلب و القصد ... و فوق ذلك هو يبين بكلامه نفسه صريحا انه انما يحترز عن ان يكون في صور التوسل و الاستغاثة و امثلتها التي سردها شرك في القصد و التوجه .. و لم يذكر شرك اعتقاد الخلق و الايجاد .. و فوق ذلك يأتي ما هو معروف عنه من تحريم مجرد دعاء غير الله و التوجه اليه ... فكيف يقال بعدها انه يتحرز عن ما لا يحتاج اصلا الى التحرز منه لأن خصمه أصلا لم يشنع به؟؟؟
اما فصله بين صور التوسلين فانما هو فرق بينهما فقط في الصورة اللفظية و هو ما بينه هو نفسه اما في المعنى فقد صرح ان مؤداها عنده واحد و ان معناها مندمج عنده ... و انه يجيزها لأنها فقط اختلاف في صورة اللفظ في التوجه اما في المعنى فكلها التوجه فيها الى الله ... و هذا ما يفرقها عن صورة المشركين لأن التوجه فيها الى المخلوق معنى و لفظا فلو ان المشركين قالوا نسأل الأنبياء زلفى و انما نقصد نسأل الله بهم زلفى لصح كلامهم على مذهب من يجيز التوسل لأن عندهم مؤدى كل هذه الألفاظ واحد ما اجتنب التوجه الى غير الله و سؤال غيره ..
¥