و المشركون لم يتجنبوا التوجه الى اصنامهم لا لفظا و لا معنى .. و لم يكن شركهم فقط لمجرد اعتقاد المنفعة و انما ايضا لاشراكهم مع الله في التوجه و القصد ... و هو ما لا يتوفر في الصورة التي ذكرها السبكي ... و ان كان كما اكرر انها فعلا محاولة ضعيفة من السبكي لأن الواقع كما يقول شيخ الاسلام يكذبها و لان الطبيعة البشرية مجبولة على تحري المعاني من الألفاظ و هو فعلا حاول ترقيعها لغويا و ذكر ان مثل هذا الحذف المقدر مجازا معروف في اللغة و مقبول ... و ليس غرضي تصويب استدلاله و لكن الشاهد ان السبكي و غيره من خصوم شيخ الاسلام لم يخرقوا الاجماع على تحريم التوجه و القصد و الطلب من غير الله ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 08:39 ص]ـ
بارك الله فيك ..
هو يتحرز عنها؛لأنه يظن أنها وحدها شرك ..
فكأنه يقول للشيخ: مالم يُرد المستغيث هذا = فلا يحق لك وصف فعله بالشرك لمجرد أن لفظه أستغيث بك ..
وهذا يجري على أصوله الإرجائية التي تمنع عد الفعل كفراً إلا مع الاعتقاد الكفري، فيظن أن هذه الألفاظ والأفعال لا تكون كفراً بنفسها إلا إذا تضمنت اعتقاد النفع والضر، أو الخلق والإيجاد ..
وبحث الشيخ معه: أن نفس: أستغيث بمحمد صلى الله عليه وسلم = هو فعل كفري كالسجود للصنم فلو سجد وقال إنما أسجد لله وإنما الصنم واسطة وقربى وكسب وتسبب = لكان كافراً ..
فمحل نزاع الشيخ معهم: أن نفس الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ولو مع كونه سبب وكسب نفس الاستغاثة هي صرف تعبد لغير الله، ومجرد قول القائل منهم السبكي وغيره: محمد مستغاث، ومجرد قول القائل منهم السبكي وغيره = الغوث يكون من محمد هذا نفسه شرك في العبادة وليس الشرك مقتصراً على اعتقاد أن الخلق والإيجاد يكون من محمد صلوات ربي وسلامه عليه ..
فالسبكي يحترز من الصورة الوحيدة التي يظن أنها وحدها هاهنا شرك ..
وصورته التي أجازها والتي يكون محمد صلى الله عليه وسلم فيها مستغاث ومغيث لمكان التسبب هي نفسها توجه لمحمد صلى الله عليه وسلم بطلب الإغاثة وقصد له هو كقصد الكفار لأصنامهم مع إقرار الكفار أنهم وسائط يتزلف بها ويتكسب بها ولا فرق ..
وعباراته صريحة عندي في إجازته القصد والتوجه للنبي صلى الله عليه وسلم وإلا لما كان لقوله محمد مستغاث به معنى، غاية ما هنالك أنه يفرق بين التوجه لله كخالق موجد والتوجه لمحمد كمكسب متسبب، وتقدم أن ذلك لا ينفعه وأنه هو نفسه شرك العبادة الذي فعلته المشركة ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:55 م]ـ
ابو فهر
هل هناك فرق بين ما فعله المشركون وما قرره السبكي هنا؟
بعبارة اوضح:هل وقع السبكي في الشرك الأكبر؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 08:08 م]ـ
بارك الله فيك ..
قد أجاز صورة منه يظنها شعبة إيمانية جاء بها الوحي ولم يفقه تعلقها بالشرك الأكبر ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 08:57 م]ـ
و فيكم بارك الله .. فان كان يجيز الاستغاثة المباشرة بالنبي صلى الله عليه و سلم لفظا و معنى .. اذن ما معنى ان يتكلف تفسير الألفاظ المباشرة للاستغاثة بالنبي و يبين أنها بمعنى التوجه الى الله لا الى النبي .. كما في قوله الواضح:"وقد يحذف المفعول به (أي الله المستغاث) ويقال: استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم " و كذلك لو كان يتحرز فقط من اعتقاد النفع و الضر لما قال في كل الأمثلة التي ساقها "فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له، والمسئول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله" .. نعم .. و لا سؤال غير الله ... و لاسؤال غير الله ... و لم يقل لم يوجب اعتقاد نفع و ضر في غير الله ... ابتسامة ... ققد بين بوضوح ما يحترز منه ... و الا فقد كان يكفيه ان يقول ان التوجه الى النبي لفظا و معنى و سؤاله لفظا و معنى صحيح ما لم يعتقد صاحبه النفع و الضر في المستغاث به .. و هذا ما لم اجده لحد الآن في كتبه .. فان وقفت حفظك الله على كلام له يجيز فيه التوجه لنبي او مخلوق مباشرة لفظا و معنى فافدني بارك الله فيك ... و ما وقفت عليه لحد الآن بما فيه كلامه هنا هو على العكس في افادة انه لا يجيز التوجه الى الله كقوله في التفسير في فتاويه في آية الدعاء انه لا يستعان الا بالله وأكد أن تقديم المعمول يفيد الاختصاص ... و هو نفسه ما قال به زملاؤه في نفس جبهته كما ذكره اعلاه الشيخ الجزري بوضوح أيضا ... نعم .. هناك اضطراب عند السبكي في هذه المسألة لاعتقاده بالارجاء بلا شك .. فكلامه في عده شركا او لا مضطرب ... وهو امر عادي عند كل من تلبس بمحدث من القول .. لكن الكلام ليس في اعتباره شركا من عدمه .. انما في عده محرما و هل خرق هؤلاء الفقهاء الأفاضل الاجماع على تحريم التوجه لغير الله؟؟؟ طبعا لا .. وهذا هو الضابط في التفريق بينهم و بين المشركين ... أن لا أحد منهم يقول بجواز التوجه لغير الله و السؤال لغير الله معنى و ان اجازوه لفظا ... فلا مقارنة بينهم و بين من اجازه لفظا و معنى
¥