تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 05:02 ص]ـ

قد يفهم بعضهم من قوله تعالى (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) أن ذلك لعزته ومنعته فجسب وهذا غلط.

قال شيخ الإسلام (1):" و هو لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته و رحمته و عدله لا لمجرد قهره و قدرته كما يقوله جهم و أتباعه "اهـ

وقال عن الجبرية (2):" وأولئك يتعلقون بقوله لا يسأل عما يفعل والله يفعل ما يشاء وهذا ذكره الله اثباتا لقدرته لا نفيا لحكمته وعدله بل بين سبحانه انه يفعل ما يشاء فلا أحد يمكنه أن يعارضه إذا شاء شيئاً بل هو قادر على فعل ما يشاء بخلاف المخلوق الذي يشاء أشياء كثيرةً ولا يمكنه أن يفعلها"اهـ

وقال ابن القيم (3):" وصدق الله وهو أصدق القائلين لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته وعلمه ووضعه الأشياء مواضعها وأنه ليس في أفعاله خلل ولا عبث ولا فساد يسأل عنه كما يسأل المخلوق وهو الفعال لما يريد ولكن لا يريد أن يفعل إلا ما هو خير ومصلحة ورحمة وحكة فلا يفعل الشر ولا الفساد ولا الجور ولا خلاف مقتضى حكمته لكمال أسمائه وصفاته "اهـ

وقال (4):" وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته ووقوع أفعاله كلها على أحسن الوجوه وأتمها على الصواب والسداد ومطابقة الحكم والعباد يسألون إذ ليست أفعالهم كذلك ولهذا قال خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام أنى توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم"اهـ

قال السعدي في تفسيره (5) لقوله تعالي {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} الآية:" {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} لعظمته وعزته وكمال قدرته لا يقدر أحد أن يمانعه أو يعارضه لا بقول ولا بفعل ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها وإتقانها أحسن شيء يقدره العقل فلا يتوجه إليه سؤال لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال"اهـ

ولذا قال الرازي في تفسير قوله تعالى {وَلَوْ رُدُّواْ لعادوا لِمَا نُهُواْ عَنْهُ} [الأنعام:28]:" احتج الكعبي به على أن الله تعالى يقبل حجة العباد وليس الأمر كما يقوله أهل السنة من أنه تعالى لا يقبل الحجة وظهر بهذا أنه ليس المراد من قوله: {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} [الأنبياء: 23] ما يظنه أهل السنة، وإذا ثبت أنه يقبل الحجة وجب أن لا يكون فعل العبد بخلق الله تعالى وإلا لكان للكافر أعظم حجة على الله تعالى "اهـ

الهوامش:

1 - مجموع الفتاوى (8/ 511).

2 - مجموع الفتاوى (13/ 225).

3 - طريق الهجرتين، ص 612.

4 - مفتاح السعادة (2/ 79).

5 - تفسير السعدي: ص 521.

ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[02 - 05 - 10, 08:29 ص]ـ

بارك الله فيك يا ابا قتادة، ونفع بكم.

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 11:58 م]ـ

وإياك أخي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير