ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[04 - 05 - 10, 10:05 ص]ـ
وعلى سبيل التدقيق في المجاز العقلي نقول إن المجاز العقلي عند علماء المعاني و البيان يكون بإسناد الفعل لغير فاعله حقيقة لتأويل وذلك التأويل يكون لعلاقة وقرينة، واشتراط التأويل واجب عند البلاغيين في القول بالإسناد العقلي المجازي بشرط صحة العلاقة والقرينة، مثل أن يكون المسند إليه فاعلا أو مفعولا أو مصدرا أو زمانا أو مكانا للمسند.
وعلى ذلك فجعل (أغثني يارسول الله) مجازا عقليا يجوز استعماله باطل من وجهين:
الأول: أن العلاقة في الإسناد لا يمكن تخريجها إلا على السببية، والسببية هنا باطلة لا يمكن التدليل عليها بل الأدلة على ردها، وذلك لوجوه كثيرة شرعية وعقلية و واقعية، كقوله تعالي (إنه لن يجيرني من الله أحد .. ) وقوله (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) وقوله (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو .. ) و قوله عليه السلام (إنه لا يستغاث بي) وكذا أنه مقبوح في العقل السليم طلب الشيء من غير القادر عليه، ولا يجوز في بداهة العقول ترجيح السبب ـ إن صح ـ على المتسبب إليه إن لم يكن من مانع إليه، والله عز وجل يبسط يديه بالنهار والليل ليتوب التائبون، وينزل في الثلث الأخير من الليل ليجيب السائلين، فالإعراض عن المطلوب والانشغال بسبب متوهم قلة في العقل، والواقع حاكم أن الله يغيث من شاء ولو كان مشركا، بل المشركون لما أصابهم الضر استغاثوا الله فنجاهم إلى البر!
الثاني: أنه لو سلمت صحة ذلك المجاز العقلي تنزلا فإنه لا يصح استعماله، لأن تلك الدعوى هي دعوى المشركين، فإنه ثابت أن أحدا من مشركي العرب ما كان يظن أن الأصنام تفعل من دون الله، وهذا لا يحتاج إلى إثبات، بل هو نص كتاب الله، بل حتى الصابئة الحرانيون ـ من اقدم من أحدث الشرك ـ لا يزعمون في الكواكب والأفلاك والملائكة ونحوها أنا مستقلة بالصنع، فالقول بالتسبب هو من اصل حدوث الشرك وأساسه، فإذا كان ذلك كذلك فإن الشرع نهى عن هذا الاستخدام وسماه شركا وبعث محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ بسفك دم قاعله مالم يتب، والصورة متحدة، والفرق في الحكم بين المتماثلين لا يأتي به شرع، ولا يجيزه عقل.
وحجة المجوزين لذلك الشرك في هذا الوجه أن الصورة ليست متماثلة إذ كيف يسوى بين المشرك والمسلم في الاستخدام، بل كما قال بعضهم (حسن الظن بالمسلم يمنع تصور حصول مثل هذا الشرك من المسلم!) فنقول قد أخبر الشرع عن حدوث الشرك في تلك الأمة، والحق أن هذا كله قائم على أصول إرجائية أن من قال الكفر عامدا واعتقده لا يكفر إن لم يستحله، أو يقصد به الكفر، فيقولون لا يمكن إكفار المسلم بمثل ذلك إذ أن قلبه مطمئن بالإيمان!، وهؤلاء على أصولهم أن من سجد للصنم وذبح له و سب الله ورسوله وكتابه عامدا لم يكفر إلا أن يستحل أو ينوي الكفر، أو يقول سب الله كفر مطلقا لأنه صريح في نقض الشهادتين أما السجود للصنم والذبح للولي فليس ينقض الشهادتين!
ملحوظة: وكلامي في الإكفار المراد به النوع لا الأعيان.
والله أعلم
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[05 - 05 - 10, 01:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ان شاء الله
وكل ما يُروى من أحاديث في إثبات علاقتها أو علاقة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم بالحج فهو من الموضوعات والمكذوبات، ومن قصد بشدِّ رحله إلى المدينة زيارة المسجد والصلاة فيه فقصده مبرور، وسعيه مشكور، ومن لم يقصد بشدّ رحله إلا زيارة القبور والاستعانة بالمقبور فقصده محظور، وفعله منكور، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُشَدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى) رواه البخاري (1189) ومسلم (1397).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 05 - 10, 03:12 م]ـ
وقد وبخ الشيخ الفاضل عبد القادر الجيلاني رحمه الله هذه العقيدة في مثل قوله في الفتح الرباني:
(إذا كان هو الفاعل على الحقيقة فلم لا ترجعون إليه في جميع أموركم وتتركون حوائجكم وتلزمون التوحيد له في جميع أحوالكم؟ أمره ظاهر لا يخفى على كل عاقل)،
وقوله: (وكل الحوائج كلها إلى الله عز وجل واطلبها منه ولا تثق بأحد سوى الله عز وجل ولا تعتمد إلا عليه التوحيد التوحيد التوحيد وجماع الكل التوحيد)،
وقوله: (يا من يشكو إلى الخلق مصائبه إيش ينفعك شكواك إلى الخلق لا ينفعونك ولا يضرونك، وإذا اعتمدت عليهم وأشركت في باب الحق يبعدونك وفي سخطه يوقعونك وعنه يحجبونك أنت يا جاهل تدعي العلم من جملة جهلك بشكواك إلى الخلق).
رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[20 - 05 - 10, 01:06 ص]ـ
جزاك الله خير اخي
ـ[ابوسليم الاثرى]ــــــــ[20 - 05 - 10, 04:44 م]ـ
هناك دعم امريكى واضح للتصوف وخصوصا فى مصر
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 04:36 م]ـ
المشاركة الأصلية
المراد بالمجاز العقلي هو إسناد الفعل أو معناه إلى ملابس له غير ما هو له ([1])، ومُرادهم أنّ النّاس إذا توسلوا بالنبي ح أو بغيره من الأنبياء والصالحين لم يعبدوهم، ولا أخرجهم ذلك عن توحيدهم لله تعالى، وأنه هو المنفرد بالنفع والضرر، وأنّه يجوز قول القائل: أسأل الله تعالى برسوله
؛ لأنه سائل لله تعالى لا لغيره
أردت أن أنبه الأخ الكريم أن المستدلين بالمجاز العقلي إنما يريدون تبرير دعاء غير الله مباشرة كقولهم يا عبد القادر فرج كربي , و يقولون هو من باب إسناد القول إلى غير قائله, و هذا هو الكفر الأكبر الذي لا يجب أن يختلف فيه, أما المثال الذي تفضلت به _أسأل الله تعالى برسوله_ فهو دعاء لله لكن بواسطة رسول الله صلى الله عليه و سلم ,و هذا محل خلاف بين العلماء و هو في أقصى تقدير شرك أصغر و من يقول بجوازه لا يستدل بالمجاز العقلي بل بحديث الأعمى و غيرها من الأدلة
¥