ولكن الله عز وجل حكم بالكفر على هؤلاء المشركين القائلين بالتسبب والتوسط، وبهذا بطل دعوى المجاز الذي يتشبثون به قديما وحديثا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 07 - 10, 06:48 م]ـ
قال الشيخ رشيد رضا في رده على الدِجوي:
(ومن أغرب ما يتأوله لعُباد القبور بناء أقوالهم وأفعالهم على أنهم أشعرية
يعتقدون أن لا فعل لغير الله تعالى ولا تأثير في شيء ما، لا كسب البشر الذي هم
فيه مجبورون في قوالب مختارين، ولا خواص الأشياء الطبيعية كإحراق النار
وإرواء الماء، فلو كان هؤلاء الناس يعتقدون هذا لما شد الرحال نساؤهم مع
رجالهم وأطفالهم إلى القبور، وحملوا إليها الهدايا والنذور، وقربوا عندها القرابين
لأجل قضاء حوائجهم، ودفع البلاء عنهم ومن العجيب أنهم يعتقدون أن بعضهم لا
يقبل من القرابين إلا المعز كأُويس القرني الذي ذبح عند قبره من عهد قريب ألوف
من المعز، وهذا القبر مزور قطعًا، فإن أويسًا لم يأتِ مصر (وأشهر الأقوال أنه
قُتل في واقعة صِفِّين وكان في جيش علي كرم الله وجهه) وكذلك شيخ آخر اسمه
أبو سريع لا يقربون له في مولده وغيره إلا المعز.
ومن استنبأهم واستنبطن أمرهم يعلم أنهم يعتقدون أن هؤلاء الموتى يجيبون دعاء مَن يدعوهم وإغاثة من يستغيث بما له من التصرف في العالم فوق الأسباب، لا أن الأسباب نفسها صورية يخلق الله الأشياء عندها لا بها كما يقول الأشعرية، وإن أبلد الناس يعلم أنهم لو كانوا يؤمنون بأنه لا تأثير لها في نفع ولا كشف ضر لا بسببية ولا بسلطة غيبية لما شدوا إليها الرحال، وحملوا الأثقال، وبذلوا الأموال وارتكبوا عندها منكرات الأعمال، كترك الصلوات، واتباع الشهوات المغفورة بزعمهم بما لهم من الكرامات.
وكذلك لو يعلمون أن نذر هذه القرابين لها لا ينفعهم شيئًا لما نذروا شيئًا منها.
فإلى متى نكابر الحس بالاحتمالات الوهمية ونسمي هذا علمًا ودينًا؟!) ..
(مجلة المنار - صفر - 1350هـ).
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 07 - 10, 02:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ سليمان المشاركات القيمة
ستبقى الاستغاثة بالاموات إعتقاد باطل ومثير للسخرية فكيف يقبل حي عاقل أن يذهب الى ميت عاجز يسأله حاجة من الحاجات وهو أحوج الى الدعاء لنفسه من الحي وقد إنقطع عمله بموته!
عندما أتى جيش سليمان عليه السلام على وادي النمل لم تستغث النملة بميت بل حذرت قومها
بينما استغاث الصوفية بقبر أبي عمر عندما أتى جيش التتر على قرى المسلمين فكان مصيرهم الذبح!
لقد قيل: ولبس الحمار ثياب خز ... لقال الناس يا لك من حمار!
فالاستعانة بالاموات ستبقى عبادة للاموات ولو ألبست ثوب التوسل أو حليت بحلية المجاز العقلي