تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومنهم من يقول: خلقه في محمد، إلى غير ذلك من أَقوالهم.

والأَدلةلأَهل السنة والجماعة على هذا الأَصل من الكتاب والسنة والمعقول كثيرة جدًا، قالتعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّنرَّبِّكَ بِالْحَقِّ} وقال تعالى: {حم - تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِالْعَزِيزِ الْعَلِيمِ - غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَاب} وقال تعالى: {حم - تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وقال تعالى: {الم - تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} وقال تعالى: {قُلْنَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّْْ} و {من} في هذه الآيات كلهالابتداء الغاية. وإذا ضم ذلك إلى الآيات الدالة على أَن الله متكلم حقيقة كقولهتعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}، {مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ}، {وَإِنْأَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَاللّهِ} .. يعني القرآن ونحو ذلك من الآيات المثبتة. نسبة القرآن وغيره من كلام اللهإلى الله نسبة قول وكلام له تعالى اتضح بذلك ابتداءُ القرآن من رب العالمين قولاً،ولم يبق أَي لبس في أَن القرآن سمعه جبريل من رب العالمين، كما سمع موسى عليهالسلام الكلام من الله تعالى حقيقة.

وفي الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام: ((يَقُولُ اللهُ تَعَالى يَوْم الْقيامَة يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَوَسَعْدَيْكَ فَيُنَادِيْ بصَوْت إن اللهَ يَامُرُكَ أَنْ تُخْرجَ منْ ذُرِّيَّتكَبَعْثًا إلى النَّار)).

وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح رياض الصالحين تحت باب فضل قراءة القرآن:

والقرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله عز وجل تكلم به سبحانه وتعالى حقيقة كلاما سمعه جبريل ثم تلاه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى {وإنه لتزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين} وقال: نزل به على قلبك، لأن القلب هو محل الوعي والإدراك والفقه لتكون من المنذرين.

سئل فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك ـ حفظه الله ـ هل هذه العبارةصحيحة:

"" تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن عن جبريل عليه السلام عن اللوح المحفوظ، عن رب العزة ""؟؟؟

الجواب: الحمد لله، وبعد:

مذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله تكلَّم به وألقاه إلى جبريل الروح الأمين، فنزل به فأوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم فألقاه على سمعه وقلبه، فابتداء نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم من ربه بواسطة الرسول الكريم جبريل، قال الله تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين} وقال تعالى: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق}، وقال تعالى: {إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين} وقال تعالى: {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} وهذه العبارة المذكورة في السؤال تقتضي أن جبرائيل عليه السلام لم يسمع القرآن من الله وإنما أخذه من اللوح المحفوظ، نعم القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ واللوح المحفوظ هو أم الكتاب كما قال تعالى: {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} وقال تعالى: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ}.

وبهذا يتبين أن العبارة غير صحيحة لما تتضمنه من المعنى الفاسد وهو أن جبريل لم يسمع القرآن من الله وهذا مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة وغيرهم يقولون: إن الله لا يتكلم وهذا القرآن مخلوق بل كل كلام يضاف إلى الله فهو مخلوق والأشاعرة يقولون: إن كلام الله معنىً نفسي قديم لا يُسمع منه ولا تتعلق به مشيئته وهذا القرآن المكتوب في المصاحف المتلو بالألسن المحفوظ المسموع هو عبارة عن المعنى النفسي وحقيقة قولهم أن هذا القرآن مخلوق فشابهوا بذلك المعتزلة وهذه مذاهب مبتدعة باطلة مناقضة للعقل والشرع ومناقضة لمذهب أهل السنة والجماعة من السلف الصالح من الصحابة والتابعين ـ رضوان الله عليهم ـ والله أعلم.

"" القرآن الكريم وعلومه/مسائل متفرقة التاريخ 19/ 07/1426هـ ""

قال الأستاذ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ـ حفظه الله ـ

وأما من تأثروا ببدع المتكلمين وأهل الباطل ممن يعطون إجازات في القرآن فيوقفون الإسناد إلى اللوح المحفوظ، حتى يسلموا من إضافة الكلام إلى الله عز وجل، فالقرآن عندهم إنما هو عبارة عن كلام الله، يقول بعضهم: خلقه الله في اللوح المحفوظ، وأخذه جبريل من اللوح المحفوظ مباشرة ..

" تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي 199 - 200 "

وقال الشيخ عبد الله الغنيمان – حفظه الله – في بداية شرحه لكتاب عقيدة أهل الحديث للإسماعيليفي جامع الناصر بالرياض -خريص- أن جبريل سمع القرآن من الله سبحانه وتعالى .. موجود على موقع البث الإسلاميعلى الشبكة

وذكر الشيخ مساعد الطيار - حفظه الله - في كتابه المحرر في علوم القرآن: أن جبريل عليه السلام سمع القرآن من الله سبحانه وتعالى وقرر أن هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة بخلاف ما يذكر في كتب علوم القرآن، وذكر أنه لعل هذا القول هو وهم من بعض العلماء بسب فهمهم الخاطئ لاثر ابن عباس في نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ...

... وذكر لي بعض الاخوة عن شيخ له: أننا لا نقول أن جبريل تلقاه مشافهة عن رب العزة سبحانه وتعالى، لما في ذلك من إثبات الشفتين لله تعالى، ولا يوجد دليل على ذلك، فنكتفي بذكر أن جبريل سمعه من الله تعالى.

هذا والله أعلى وأعلم وهو الموفق للصواب .. وأسأل الله أن يعصمنا من الزلل ويوفقنا لما فيع خير لديننا و دنيانا .. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا ورسولنا وقدوتنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير