تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التَّعْرِيضَ الْمُبَاحَ لَيْسَ مِنْ الْمُخَادَعَةِ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ فِي شَيْءٍ , وَإِنَّمَا غَايَتُهُ أَنَّهُ مُخَادَعَةٌ لِمَخْلُوقٍ أَبَاحَ الشَّارِعُ مُخَادَعَتَهُ لِظُلْمِهِ جَزَاءً لَهُ عَلَى ذَلِكَ - وَلَا يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ مُخَادَعَةِ الظَّالِمِ جَوَازُ مُخَادَعَةِ الْمُحِقِّ , فَمَا كَانَ مِنْ التَّعْرِيضِ مُخَالِفًا لِظَاهِرِ اللَّفْظِ فِي نَفْسِهِ كَانَ قَبِيحًا إلَّا عِنْدَ الْحَاجَةِ , وَمَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كَانَ جَائِزًا إلَّا عِنْدَ تَضَمُّنِ مَفْسَدَةٍ , وَاَلَّذِي يَدْخُلُ فِي الْحِيَلِ إنَّمَا هُوَ الْأَوَّلُ , وَقَدْ ظَهَرَ الْفَرْقُ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ قَصَدَ بِاللَّفْظِ مَا يَحْتَمِلُهُ اللَّفْظُ أَيْضًا. وَأَنَّ هَذَا الْقَصْدَ لِدَفْعِ شَرٍّ , وَالْمُحْتَالُ قَصَدَ بِاللَّفْظِ مَا لَا يَحْتَمِلُهُ وَقَصَدَ بِهِ حُصُولَ شَرٍّ.

واعلم أن الْمَعَارِيضَ كَمَا تَكُونُ بِالْقَوْلِ فَقَدْ تَكُونُ بِالْفِعْلِ وَقَدْ تَكُونُ بِهِمَا.

مِثَالُ ذَلِكَ: أَنْ يُظْهِرَ الْمُحَارِبُ أَنَّهُ يُرِيدُ وَجْهًا مِنْ الْوُجُوهِ وَيُسَافِرَ إلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ لِيَحْسَبَ الْعَدُوُّ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ ثُمَّ يَكِرَّ عَلَيْهِ , أَوْ يَسْتَطْرِدَ الْمُبَارِزُ بَيْنَ يَدَيْ خَصْمِهِ لِيَظُنَّ هَزِيمَتَهُ , ثُمَّ يَعْطِفَ عَلَيْهِ , وَهَذَا مِنْ مَعْنَى قَوْلِهِ: ** الْحَرْبُ خَدْعَةٌ} وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا أَرَادَ غَزْوَةً وَرَّى بِغَيْرِهَا)).

ومن أصر على أن صورة المسألة هي نية السجود لله بالقلب والسجود للصنم بالجوارح قيل له:

هذا خطأ في تصور الفعل الظاهر،ومن أعاجيب هذا الخطأ أنكم قدرتم وقوع ما لا وجود له في الكون ألا وهو وجود فعل بغير نية ..

فقد قدرتم أن الظاهر هو السجود للصنم والسؤال أين نية السجود للصنم،وكيف حصل السجود للصنم من غير نية؟

هذا رجل نوى بقلبه السجود لله فسجد لله بجوارحه،من أين أتيتم أنه سجد للصنم بجوارحه؟

الحال أن هذا الفعل الذي هو السجود للصنم لم يقع قط،وكيف يقع مالم يعمد صاحبه إلى فعله إلا على سبيل الخطأ ..

فظاهر الفعل الذي هو السجود لغير الله لم يقع من الساجد أصلاً،وغاية ما معكم هو ظن الناظر أنه يسجد للصنم،وظن الناظر هذا لا هو بباطن الفعل ولا هو بظاهر الفعل ولا هو شيء ..

ولو كان السجود للصنم مع نية السجود لله -إن قدر وقوع هذا الخيال- لا يكون كفراً،لما كان هناك فرق بين المكره وغير المكره في عدم التكفير ولم يكن لكلام الشيخ عن الشيوخ الذين فعلوه تأليفاً له محل ..

الآن الجوارح تحركت للسجود للصنم كما تظنون = فأين نية هذا التحرك التي حركت الجسد ..

كيف يأمر القلب بالسجود لله فتسجد الجوارح للصنم؟

وكيف تسجد الجوارح للصنم من غير نية القلب السجود للصنم؟؟

كيف؟؟!!!

هذا ما عندي من البيان وأسأل الله أن يجعله خالصاً صواباً ..

..

ـ[أبو البركات]ــــــــ[05 - 05 - 10, 03:08 م]ـ

بارك الله فيك أخي أبو فهر ولكن لم استطع اكمال القراءة لنوعية الخط الرفيعة والصغيرة لعل المشرفين يعالجون الأمر لكي يسهل على من في مثلي قراءتها

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 03:23 م]ـ

بوركت ..

ليغيره المشرفون كما شاؤا ولكن أرجو الحفاظ على حجم الخط وتلوينه ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير