هناك غموض يكتنف نشاطات وقواعد الانضمام لهذه الجماعة، تماماً مثلما الحال عند القبيسيات في سورية (نسبة إلى منيرة القبيسي التي أسست الجماعة هناك) والسحريات في لبنان نسبة إلى سحر حلبي و”بنات البيادر” في الكويت.
هذه التسميات تنحت خارج الجماعة. أما المؤسسات والأعضاء فلا يطلقون على جماعتهن أي تسميات.
تجانس في الاحتشام
يتجانس زي الطباعيات وهو “الترواك” الكحلي مع غطاء كحلي ترتدي تحته “الطبّاعية” ما يسمى ب”قمطة” والتي تشد الشعر تحت “الإيشارب”. من الإجباري أيضاً ارتداء جوربين نسائيين سميكين وحذاء أسود من دون كعب فضلاً عن سروال داخلي أبيض يمتد إلى الركبة. أما ارتداء البنطال فممنوع داخل المنزل وخارجه لأن فيه “تشبهاً بالرجال”.
يقال إن رتبة “الطبّاعية” تعرف من لون منديلها. فكلما “تدرج اللون صوب الأسود اقتربت الطباعية من فادية الطباع”، بحسب إحدى مرتادات “بيت أبو شام”. ويحظر على الطبّاعية تشذيب الحاجبين أو استخدام مساحيق التجميل.
شروط صارمة
من القواعد الأساسية في الجماعة الابتعاد، قدر الإمكان، عن الاختلاط بالرجال، «عدم مصافحتهم، وتجنب الأكل في المطاعم أو حضور الحفلات المختلطة». على الفتيات أو النساء الراغبات في الانضمام إلى الجماعة الالتزام بقواعدها العامة، وإلا فإنهن يواجهن الطرد.
التعاطي في السياسة أو الحديث إلى الإعلام ممنوع تماماً في الجماعة التي تؤثر العمل السري والدعوة عبر حلقات الدين والعلاقات الشخصية، إذ تستسر آنسات داخل الحلقات أن هدفهن «دعوي خالص».
سعت «ے» مراراً للقاء فادية الطباع، إلا أنه لم يتسن الوصول إليها. وذلك في إطار عدم الرغبة في الظهور في الإعلام.
تعد فادية الطباع إحدى المساهمات في مدرسة «الدر المنثور» في أم السماق التي تديرها جمعية التنمية والخدمات، التي تشكّل «الآنسات» غالبية معلماتها. مدرسة الإناث، المختلطة حتى الثالث ابتدائي، تركّز على تعاليم الدين وحفظ القرآن الذي تخصص له نصف ساعة كل صباح، بحسب طالبات تخرجن منها.
بهدف ضم أعداد أكبر من الفتيات إلى الجماعة، تركّز الآنسات «العتقيات» على ضرورة التمتع بالبشاشة والحبور لجذب الفتيات. كذلك تنظم الجماعة بكثرة حفلات دينية خاصة ومخيمات في الريف.
تعقد الحفلات بمناسبة دخول أعضاء جدد أو ارتدائهن الحجاب والترواك.
حلقات الدين والذكر ذات الحضور الكبير التي تعقد في منزل في جبل عمان أو منزل آخر في الرابية، هي المستوى الأول من مستويات «الدعوة». ثم تنتقل الفتيات والسيدات اللواتي يظهرن التزاماً بالتعاليم الدينية ومتطلبات الجماعة إلى ما يسمى «الدرس الخاص» الذي يعقد عادة في أحد بيوت الآنسات أو الفتيات اللواتي تقدمن في مراتب الدعوة، وذلك لحفظ القرآن وتسميعه وحفظ الأحاديث النبوية. ما يحصل خلال الدرس الخاص سري أيضا لأن «المجالس أمانات» ولأن الحديث عن «الإنجازات الدينية» يعتبر رياء و «يضيّع الأجر.»
إحدى السيدات التي تواظب على «درس الخميس» تقول إنها تستقي الكثير من المعلومات عن الدين والعبادات عبر حضور حلقات الدين وسؤال الآنسة عن تلك الأمور وأحكام الشريعة.
السيدة التي رفضت ذكر اسمها تضع حجاباً لكنها لا ترتدي المانطو. وتقول إن «الآنسات» لم يمانعن ذلك.
فتاة أخرى تقول إنها تعرفت على درس الخميس عن طريق صديقة «طباعية» في الجامعة.
الفتاة التي لا ترتدي الحجاب تقول إنها تحضر الدرس للمرة الثانية فقط، لأنها مهتمة بمعرفة معلومات أكثر وأحكام دينية من دون أن تضطر إلى ارتداء الحجاب- وهو قضية تركّز عليه جماعات أخرى في الجامعة.
إشراق في الجامعات
وفضلاً عن المدارس وحلقات الدين، تنشط عضوات الجماعة في الجامعات حيث يقمن بجذب الطالبات الجامعيات إلى دروسهن باستخدام البشاشة و «الصحبة». وتؤكد الآنسات في الدعوة أن الجامعات فرصة إما «للإشراق أو الاحتراق».
المقصود بالإشراق «الالتزام بالتعاليم الدينية والاحتراق هو مصاحبة الفتيان والابتعاد عن الدين».
يمتزن بتغليب الوسطية على الأحكام التي يلتزمن بها، ويتبعن بشكل رئيس المذهب الشافعي. كما يتبعن القاعدة الدينية التي تقول إن الضرورات تبيح المحظورات، لذا فإنهن لا يمانعن العمل المختلط ضمن حدود الدين ويستخدمن «التكسي» ويتحدثن إلى الرجال «ضمن حدود الاحتشام.»
¥