التعليمات التي تتبعها القبيسيات مختلفة عن الكتاب والسنة والبعض يعتبرها تدعو للانحراف؟
فقه الجماعةمختلف، النظرة إلى المجتمع وإلى الزوجة والزوج وإلى الدنيا وإلى الآخرين مختلفة، حتى هم بينهم هناك من يعبر عن التعصب ومن يعبر عن الاعتدال والوسطية، لديهم الاتجاهان معا، هذا يعتمد على العقل والمدارك وفهم الحياة، قد يكون لدى بعضهم ضيق في فهم الآخرين والحياة وفهم الحاجة للتغيير، الله قال " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " نحن بحاجة للتغيير بين الحين والآخر، لذلك مهم أن نغير أنفسنا بتطوير عقولنا ومداركنا وبصيرتنا، مهم أن نلاحق مجريات الزمن وتطورات الإعلام وما يحكى عن الإسلام ما بين الغرب والشرق، للأسف بقاؤنا في زاوية واحدة وفي الظلام سيجعلنا جزءاً من مظلة مظلمة.
في جماعة القبيسيات تمتثل النساء للشيخة كما هو معلوم " ويكون أمرها غير قابل للنقاش وكما تقول تسير الأمور " وهنا الخلاف من يطاع هو الله وما أنزل على رسوله .. فكيف نضع الشيخة أو الآنسة بهذه المنزلة؟
اليوم من يفكر بهذا الحيز قليلون جدا، لان الانترنت والرفقة والتلفزيون كان لها التأثير الكبير إضافة إلى اختلاف كل شخص عن الآخر بتلقي الفكرة، اوكسجين اليوم مختلف، الفتاة التي تتزوج اليوم لن تخضع نفسها لعقل غيرها، لأنها مدركة لكل ما يحيط بها، وأنا أتحدث عن الفتيات اللواتي خضن في مجال العلم والدراسة وخضن المراهقة السليمة وأقصد الفتاة التي عاشت مراهقتها بحرية بدون كبت، هذه الفتاة لا يستطيع أحد أن يجبرها أن تفعل ما لا تريده.
ماذا عن مشروع مسودة قانون الاحوال الشخصية الجديد، ما الذي أنتزعه قانون الاحوال الشخصية من المرأة وما الذي أعطاه؟
هذا المشروع كان يجب أن يرمى في سلة المهملات وأن يحرق.
لكنه لم يحرق؟
نحن لا نعلم بالأصل من أين خرج لنا هذا المشروع، أحد من رئاسة الوزراء قام بتسريبه ولا نعلم إن كان هناك من خطة مسبقة لتطبيقه، وأنا لا أدري كيف ربطت بين القبيسيات وبين قانون الأحوال الشخصية؟
الربط فقط من حيث الفكر المتعصب، أما أن تكون للقبيسيات يد في المشروع فقطعا لا، لكن الكل كان يتوقع أن يكون مشروع القانون الجديد هو تطوير للقانون السابق لكن على العكس جاء بقمة الإجحاف بحق المرأة؟
ليس بحق المرأة فقط،مجحف بحق المجتمع ..
المرأة نصف المجتمع؟
دائما نحن نقول كلمات فيها ألغام عن المرأة، لماذا نبقى في الظل دائما، عندما أقول المرأة نصف المجتمع، يجب أن أعلم هل أنا النصف الأسود أم الأبيض؟
عقلية المجتمع الذكوري هي من تفرض علينا هذه التسميات؟
لا احد يستطيع أن يفرض علينا شيئا، الذي يفرض علي هو ما أؤمن به ويتناسب مع عقلي وفكري،لماذا لا يعطوننا هم الحق بان نسمي نحن أنفسنا.
ألا يؤيد قانون الأحوال الشخصية الجديد ما أقوله عندما يصف المرأة "بالموطوءة"؟
المرأة ستبقى حسب مجتمعنا التابعة، وهذه الكلمة هي مسبة ومهزلة وقانون الأحوال الشخصية وضع من قبل بعض الذكوريين المتعصبين الطائفيين الذين لا يعرفون رسالة السماء.
البعض قال بوضع المسودة دون علم وزير العدل السابق، معناها أن هناك من يعمل في الخفاء وله مشروع يسعى إلى تنفيذه؟
أنا ألوم القائمين على اللجنة وهم وزارة الأوقاف ووزارة العدل،أنا أؤمن أن من صاغ المشروع كان ظلاميا، هل الإخلاص لسيد الوطن الذي أراد أن يفتح سورية على العالم أن نقدم له مشروع قانون ظلامي، لا يمكن لشعب تجاوز العشرين مليون نسمة أن يتطور عبر المقابلات التلفزيونية والجمعيات، التطور يكون عبر قانون متطور يشكل بداية الوعي لدى الناس، مشروع القانون الجديد لا يناسب العصر الحالي ولا الإسلام ولا المرأة ولا الرجل ولا الأسرة أو المجتمع بكل أطيافه، يجب أن ننظر بعين الوطنية والمساواة، وليس لشخص أو عشرة أشخاص أن يكتبوا مشروع القانون، بل بهيئة علمية كاملة و العتب الأكبر على دار الإفتاء، أين شراكتهم في كتابة هذا المشروع، أين هيئتها العلمية التي يفترض بها تحديث الفتاوى الشرعية في سورية وأين هيئتها النسائية العلمية، سررت كثيرا عندما قال المفتي أحمد بدر الدين حسون في إحدى الصحف عام 2008 أنه بصدد تعيين مفتيات واحدة في دمشق والأخرى في حلب، اعتبرت ذلك نصرا للمرأة المسلمة وهذه جرأة من المفتي، لكن ما
¥