أذهلني أكثر هو تراجعه عن القرار.
لماذا تراجع برأيك؟
لأن الجرأة مزعزعة.
هنا نسأل من له حق الإفتاء؟ هل هو حكر على الرجال أم يجوز للمرأة أن تفتي أيضا؟
أولا كل الداعيات في كل المساجد مفتيات، وإذا عدنا إلى الوراء وربطنا ما يجري في الواقع نجد أن التراجع في المجتمع سببه الفتاوى، هم أعطوا لأنفسهم الحق في الفتوى بصفة الظل وليس بصفة حقيقية، ليس لدينا مفتية، لكن هناك مفتية ظل بكل مسجد من مساجد سورية ولها الحق أن تفتي بأمور المرأة والزواج والطلاق والحجاب، كنت أتمنى من المفتي أن يبقى على موقفه وأن تظهر المفتيات إلى الضوء بغض النظر عما لحقه من عتب أو أن وزير الأوقاف أوقف قراره، كان نصرا أن تصل المرأة السورية إلى موقع بهيئة الإفتاء بغض النظر عن موقعها كمفتية. لأن المفتية في النهاية لا يحق لها ولا حتى المفتي أن يخرج عن إطار كتب الفقه الموجودة، والمرأة كذلك ستلتزم بكتب الفقه لأن الفتوى اليوم محصورة بأن تستخرج من الكتب وليس من العقل والاجتهادات والقياس والإجماع والهيئات العلمية.
ماذا نسمي الفتاوى التي تصدر اليوم؟
خزعبلات والملاحظ اليوم أن أي إنسان يعبر عن السماحة في عقله وفكره أو كان جريئا وجمع الفتاوى المتنورة التي سبقت عصرنا تفتح عليه الجبهات، يريدون أن يبقوا المجتمع في قوقعة ظلامية، لأن الفتاوى أول ما تخرج من القوقعة فهي تخرج المرأة.
قد يكون تراجع المفتي عن قراره هو نتيجة الهجمة التي يتعرض لها على كل الأصعدة ودائما الباب مفتوح عليه؟
الباب مفتوح دائما، والإنسان صاحب الرسالة يجب ألا يغلق عليه باب الجبهات،وأنا لست مع إغلاق الأبواب وأحيانا علينا أن نرد دون أن نغلق الأبواب.
قد يكون سبب إغلاق الأبواب هو الفهم الخاطئ دائما لكل ما يقوله المفتي والتفسير الخاطئ لما يريد إيصاله؟
أنا أؤمن بالشيخ أحمد بدر الدين حسون وأثق به وأنا كإنسانة أتمنى أن أنسب نفسي ولي الحق للتيار المتنور، لولا وجود المفتي في الإفتاء لكان وضعنا مزرٍ ووجوده رحمة أمام شلة من المتعصبين والمتشددين في وزارة الأوقاف، هو يعطي الأمل والراحة وأنا لا أدافع عن شخص الشيخ حسون، للأسف لم يفهموا الشيخ بدر الدين حسون لأن خطابه خرج من بوتقة التقليدية،أصبح يتكلم بالعالمية، ونحن بحاجة للخطاب الديني العالمي، التقليدية لم تعد ترضي أصحاب العقول المتنورة، الذين يحاولون على عكس المتعصبين أن يجدوا دائما لك مخرجا منطقيا عقلانيا، للأسف مجتمعنا ليس لديه حس عقلي ولا روحي، هو مسير من قبل رجال الدين المتسلطين.
هل من هذا الباب كان الهجوم على زوجك الدكتور محمد حبش كونه معتدل ومتنور في أرائه؟
هل سمعت الفتوى التي انتشرت "تضحك" اتقوا الطيور الثلاثة:الشحرور والحسون والحبش يعني "محمد شحرور وبدر الدين حسون ومحمد حبش ".
أنا مؤمنة أن محمد حبش إنسان صاحب رسالة ورؤية متنورة، إنسان حافظ وعاشق للقرآن، لم يبع دينه كما قالوا، لكنه اشترى دينه بأغلى الأثمان، براحة باله، أصبح إنسانا متهما لأنه استطاع أن يفهم الحقيقة وأمثاله كثر، إيماني بمحمد حبش كمتنور ومجدد للدين وكرجل صاحب هدف إنساني مليء بالقيم والأخلاق، أتمنى من الناس أن يستوعبوا هؤلاء المتنورين، دائرة هؤلاء المتنورين محاطة بالنار، هم نور محاطون بالنار يتمنى الجميع الإطلاع عليها. "محمد حبش أو الشيخ أحمد بدر الدين حسون أو أحمد كفتارو أو أي إنسان يتحدث بلغة التنوير هو إنسان عرف الحقيقة والحق ورسالة الله.
ماذا عن الحجاب ما بين القانون والدين؟
حجاب اليوم لا أرضاه لأنه إرضاء للمجتمع وللأشخاص، حجابي هو أحلى شيء في حياتي،يعيشني كملكة، أفرض من خلاله احترامي على الجميع، هو منبع جمالي وأناقتي، حجابي لم يمنعني من أن أعمل وأسافر وأجري مقابلات صحفية وأن أكون متطوعة مع الراهبات، لكن حجابي ترى فيه فتيات اليوم كبت لجمالهن، لكنهم مضطرين لوضعه، لأن الناس لا تقبلهن بدونه، ولإرضاء دخول الجوامع،هو بريستيج أكثر ما هو دين، برأيي الحجاب هو أدب أكثر ما هو فرض، الحجاب له نظام خاص بعيد عن الماكياج وحركات الدلعنة، لكن هذا الجيل يريد أن يكون محبوبا، يريد أن يقبل من قبل الآخرين.
¥