هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)} [الأنعام]
فالسياق فيه دلالة واضحة جدا كما ذكر الإخوة المشايخ حفظهم الله أن كلام إبراهيم عليه السلام كان في سياق المجادلة والمناظرة، وإليك الأدلة:
1ـ قوله {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر}، فالكلام ابتداء فيه حوار واضح.
2ـ قوله {قال هذا ربي} والقول والإشارة تستدعي أن يكون هناك من يسمع و يرى المشار إليه غيرُ المشير، ولو كان وحده لما احتاج أن يقول {هذا}، إلا على سبيل التجوز.
3ـ قوله بعد ذلك {ياقوم إني بريء مما تشركون} يدل على أنهم كانوا معه في هذه الحادثة، وإلا لأفاد أنه وقع هناك انتقال في الزمان والمكان.
4ـ قوله {وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان} فالمحاجة من الطرفين تعني المناظرة.
5ـ قوله تعالى {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه} فقوله {حجتنا} وقوله {على قومه}، كل ذلك يفيد أن كلام إبراهيم عليه السلام كان من باب المناظرة، بمعنى أن ما ادعاه إبراهيم من ربوبية تلك الكواكب كان عن قصد مع تكذيب وكفر بها في الباطن من باب الاستدراج في المناظرة والجدل، والله أعلم.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[15 - 05 - 10, 01:52 ص]ـ
يا أبا وائل وقاني الله وإياك الغوائل.و والله الذي لا إله إلا هو ما دار في خلدي شيء مما ظننته بي وتوهمته في.فالله حسيبك على سوء ظنك هذا.سبحان الله.لم هذه "الحساسية" من اعتراض المعترضين على رأي اجتهدت في ترجيحه على غيره؟ يا هؤلاء.الملتقى ملتقى مناقشة و مباحثة وافادة واستفادة وأخذ ورد وقبول وابطال،ومتى خلا من ذلك كله لم يبق له مزية على غيره من الملتقيات.
اعتذر ان شاركت في هذا الموضوع وانسحب منه وانا اقول:
نحن بما عندنا وانت بما عندك راض،والرأي مشترك (مختلف)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[15 - 05 - 10, 03:16 م]ـ
أنا ما ظننت بك سوءا، كم اتهمتني ـ غفر الله لي ولأخي ـ وإنما نبهتك على مسلك خفي من مسالك هذه النفس التي بين جنبينا، كقول البعض: أصلحه الله، هداه الله إلى طريقة السلف، وقاه الله شرّ الابتداع.
ووالله إني لك ناصح أمين، ولهذا دعوت لي ولك في ختام كلامي، والأمر ليس إلا ما ذكرت لك، وستعلم ذلك بعد برهة من الزمن وتقول: صدقني أبو وائل، وفقني الله وإياك أخي الشيخ أبا العلياء للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[15 - 05 - 10, 03:22 م]ـ
وإلى الأخ غندر ليتك قيدت العنوان بالاحتجاج والمناظرة لأن قولك في تقرير التوحيد يحتمل تقريره مع الموافق والمخالف ولا شك أنه لا يجوز تقرير التوحيد بالكفر والشرك مع الموافق. والله أعلم.
حياك الله أخي الشيخ أحمد هذه مدة عنك، أسأل الله أن تكون بخير وعافية وعلى تقوى من الله ورضوان:
أنا قصدت أن يكون العنوان بهذا الشكل ليكون أدعى للإثارة والتفاعل والتجاوب معه، ومن قرأ المشاركة إلى آخرها، تبيّن له أن ذلك في ما كان على سبيل المناظرة والجدال بالتي هي أحسن.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[15 - 05 - 10, 04:05 م]ـ
وحياكم أخي أبا وائل وأبشرك أنا بخير وفضل ولله الحمد .. وأسأل الله أن تكون كذلك.
وأما عن الإثارة والتشويق فهو كذلك بارك الله ومن قرأ الموضوع كما ذكرتَ عرف .. وإن كنت أرى أن القيد مطلوب واله أعلم.