وفي ذلك الكفاية لمن أراد الهداية
ثانيا: القطف الداني في بيان عقيدة الإمام الرباني عبد القادر الجيالاني رضي الله تعالى عنه
يقول رضي الله عنه في كتابه الغنية الصفحة 54
قضى بالفناء على جميع الأنام فقال (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وهو بجهة العلو مستو على العرش , محتو على الملك محيط علمه بالأشياء (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) ...... _ حتى قال رضي الله عنه في الصفحة 56 - 57 _
وهو منزه عن مشابهة خلقه ولا يخلو من علمه مكان ولا يجوز وصفه انه في كل مكان بل يقال: إنه في السماء على العرش كما قال جل ثناؤه (الرحمن على العرش استوى) وقوله (ثم استوى على العرش الرحمن) وقال تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) والنبي صلى الله عليه وسلم حكم بإسلام الأمة لما قال لها "أين الله؟ فأشارت إلى السماء " وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (لما خلق الله الخلق كتب كتابا على نفسه وهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي) وفي لفظ آخر (لما قضى الله سبحانه الخلق كتب على نفسه في كتاب هو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي)
وينبغي إطلاق صفة الإستواء من غير تأويل وأنه استواء الذات على العرش لا على معنى القعود والمماسة كما قالت المجسمة والكرامية , ولا على معنى العلو والرفعة كما قالت الأشعرية , ولا على معنى الاستيلاء والغلبة كما قالت المعتزلة لأن الشرع لم يرد بذلك ولا نقل عن أحد من الصحابة والتابعين من السلف الصالح من أصحاب الحديث ذلك بل المنقول عنهم حمله على الإطلاق
وقد روى عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل
(الرحمن على العرش استوى) قالت: الكيف غير معقول , والإستواء غير مجهول , والإقرار به واجب , والجحود به كفر .....
_ إلى أن قال رضي الله عنه _
وقال أحمد رحمه الله في رواية عنه في موضع آخر: نحن نؤمن بأن الله عز وجل على العرش كيف شاء وكما شاء , بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده حاد , لما روي عن سعيد بن المسيب عن كعب الاحبار قال: قال الله تعالى في التوراة:
أنا الله فوق عبادي , وعرشي فوق جميع خلقي , وأنا على عرشي عليه أدبر عبادي ولا يخفى علي شيء من عبادي.
وكونه عز وجل على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف , ولأن الله تعالى فيما لم يزل موصوف بالعلو والقدرة , والاستيلاء والغلبة على جميع خلقه من العرش وغيره , ....... "
انتهى كلامه رضي الله عنه
أقول: يا حبذا أخي المكرم لو رجعت إلى كتاب الغنية وقرأت البحث كاملا من الصفحة 54إلى الصفحة 58باب في معرفة الصانع عز وجل
فضيق وقتي لم يسمح لي بنقل أكثر من ذلك وقد نقلت زبدة القول فرضي الله عنك يا سيدي الجيلاني وجعلك في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا
اللهم يمن كتابي ويسر حسابي وأكثر أحبابي
اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
خادم السنة: أبو الحسنين السوري
ـ[أبو هريرة ربيع العلالي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 08:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[13 - 05 - 10, 09:42 م]ـ
وإياكم أخي المكرم أبا هريرة
جعلك ربي مفتاحا للخير مغلاقا للشر
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 10:53 م]ـ
سبحان الله الصوفية مثل الروافض!!!
يحرفون دينهم على مر التاريخ .. يوما ما سيلتقي الصوفية مع الروافض!
جزاك الله خيرا أبا الحسنين ونفع بك .. لم أتوقع أنهم بدأوا بالتبروء منه!
هم عندهم مقولة مآلها العصمة وهي أنه كل ما قيل في كتبهم مما يخالف الشريعة إما مؤول أو مدسوس!
يضحكون بها على السذج. وليت شعري أين هي اسانيدهم التي يتبجحون بها أن كتبهم منقولة بالاسناد!! (ابتسامة)
فإما دعوى الاسناد كذب وإما دفاعهم كذب! (أحلاهما مر)
واعجبني قول احدهم: بل إن التصوف كله مدسوس!!!
ووالله صدق الرجل: مدسوس على السنة.
والتصوف معتقد نتن. فقد فاحت رائحته في هذا العصر فكان لزاما أن يتبرؤوا من الفضائح التي افتعلها اجدادهم لنشر التصوف واستعباد البسطاء وادعاء انها من المدسوس أو الاعتراف بها وسقوط هذا المعتقد المدسوس برمته. والشئ الفاضح أن فضائحهم منشورة في كتبهم التي حققها محققون صوفيون!!!
لكن هؤلاء لم يكتفوا بالتبرؤء من الفضائح بل زادوا على ذلك التبروء من كل ما يهدم دينهم.
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 12:25 ص]ـ
الله المستعان
جزيت خيرا على مرورك يا أخي المكرم والداعية المخضرم لك حبي
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 12:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 04:56 م]ـ
مرورك شرفني أخي محمود غنام