تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حدثت مناظرة بين موحد وقبوري!]

ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 02:48 م]ـ

أيها الإخوة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حدثت مناظرة بين موحد وقبوري

قال القبوري: أنتم يامن تزعمون أنكم موحدون تقعون في الشرك؟!

قال الموحد: و أين هذا؟!!

قال القبوري: معنى الدعاء الطلب و أنتم تطلبون من الأحياء فتقولون يا فلان اعطني كذا مثلا

والدعاء كما تقولون أنه من أعظم العبادات و كذلك الإستعانة تقولون أنها عبادة وأنتم تستعينون

بالأحياء فأنتم تعبدون الأحياء و أنتم لا تشعرون؟!!

الغريب أنه عد هذا القول الزام قوي في نظره

قال الموحد: أنت لا تعرف معنى العبادة! و لاتعرف معنى اله!

فالعبادة هي الطاعة كما في المعاجم اللغويه و لوازمها النفسية خضوع و ذل وتعظيم فإذا

تحققت هذه الأشياء تسمى عبادة فإذا فعلت فعل تحققت فيه هذه الأشياء فقد عبدته واتخذته

اله فإن صرفتها لله فأنت موحد و إن صرفتها لغيره فقد اتخذته اله من دون الله فأنت مشرك

فاله معناه معبود كما ذكر في المعاجم اللغوية! و الأشياء التي ذكرتها لا تحقق فيها هذه الأمور أعني الذل والتعظيم والخضوع

قال القبوري: اعطني دليل من القرآن يدل على أن من صرف العبادة لغير الله فقد أشرك

قال الموحد: هو قول الله تعالى (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف: 110) وقد أخبرناك بمعنى العبادة

أيها الإخوة هذه هي المناظرة التي جرت بين هذا القبوري والموحد فهل في ما قاله الموحد من استدلال خطأ فقد اشترط هذا القبوري الصوفي والموحد أن يتحاكما إلى قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم و لايذكرا أقوال لأحد من العلماء و يفسرا الفاظها بما يقتضيه اللسان العربي من خلال معاجم اللغة عملا بقوله تعالى (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59)

ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[17 - 05 - 10, 05:45 م]ـ

حقيقة العبادة هي الخضوع والذل واذا انضاف اليها المحبة والانقياد صارت عبادة شرعية قال طرفة في معلقته تبارى عتاقا ناجيات واتبعت وضيفا وضيفا فوق مور معبد

المور هو الطريق والمعبد هو الذى ذلل من كثرة وطىء الاقدام عليه والعبادة الشرعية هي امتثال الامر والنهى على جهة المحبة والخوف والرجاء اما الدليل فالقرءان كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وحسبنا بقول الله: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} قال ابن القاسم في حاشيته على كتاب التوحيد تحت هذه الاية

حكم سبحانه أنه لا أضل ممن يدعو من دون الله أيّ مدعو كان، من وثن أو ولي أو غير ذلك، وأن ذلك المدعو لا يستجيب له ما طلب منه إلى يوم القيامة، فصارت دعوته له هي الغاية في الضلال والخسار: {وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} 3، فالداعي لمن هو غافل عنه لا أضل منه {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً}. (4 يتبرؤون منهم، كما قال الله عنهم: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} 5. {وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} 6 أي جاحدين لها، فلا أضل ممن لا يحصل له إلا نقيض قصده، يتبرأ منه معبوده، ويجحد عبادته له

والدليل على ان الله اراد الاموات قوله "من لا يستجيب له الى يوم القيامة"فجعل غاية الاستجابة الى يوم القيامة وكذا قول الله "وما انت بمسمع من في القبور" ولا ينازع المسلمون ان طلب المخلوق من المخلوق ما يقدر عليه من الحوائج لا شيئ فيه بشرط ان يكون المدعو حيا ليس بميت حاضر غير غائب وقادر على القيام بالمطلوب وهذا مما يقوم عليه وجود المخلوقات وانتفاعها بعضها ببعض اما الدعاء الشركى هو دعاء الميت والغائب والحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله والاستغاثة بغير الله، في كشف الضر، أو تحويله هو الشرك الأكبر، بل هو أكبر أنواعه: (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)

اما قول هذا القبورى اعطني دليل من القرآن يدل على أن من صرف العبادة لغير الله فقد أشرك فهذا دليل على انه لا يعلم سبب ارسال الله للرسل وانزاله للكتب ولا يعلم الخصومة التى كانت بين النبى عليه الصلاة والسلام وبين مشركى قريش والجهل بها من اقبح الجهل والله المستعان

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير