أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

[هل هذه المقولة صحيحة: قلب فيه قرآن لا يقربه شيطان]

ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[17 - 05 - 10, 09:05 م]ـ

قلب فيه قرآن لا يقربه شيطان

هل هذه المقولة صحيحة؟

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 04:04 م]ـ

هذه المقولة غير صحيحة قطعًا بدلالة الكتاب والسنة والواقع

أما دلالة الكتاب: فقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ" فأثبت مسّ طائف الشيطان للمتّقين وهم رأس من في قلوبهم القرآن.

وأما السنة فمنها حديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى" متفق عليه.

والواقع فإن الشيطان إنما يطمع بمن فيه الخير والصلاح أن يغويه وأما الضال فلا حاجة له به لأنه قد فرغ منه؟!؛ عن جرير بن عبد الله العدوي عن ابيه قال قلت للعلاء بن زياد اذا صليت وحدي لم اعقل صلاتي قال ابشر فان ذلك علم من الخير اما رأيت اللصوص مروا بالبيت الخرب ولم يلووا عليه فاذا مروا بالبيت الذي يروا فيه المتاع زاولوه حتى يصيبوا منه شيئا. ذكره الإمام أحمد في الزهد.

ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[19 - 05 - 10, 06:51 م]ـ

أبو عبدالله بن جفيل العنزي

جزاك الله خيرا إذاً "

فكراهة ذلك وبغضه، وفرار القلب منه، هو صريح الإيمان ... والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره، لابد له من ذلك، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر، ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان {إن كيد الشيطان كان ضعيفاً}، كلما أراد العبد توجهاً إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوسواس أمور أُخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه، ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس، فقال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخراب " انتهى من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (22/ 608)