تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيا: يحب أهل السنة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم قال الزهري: سالت السعيد بن المسيب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال لي: اسمع يا زهري من مات محبا لأبي بكر وعمر وعثمان وشهد للعشرة بالجنة وترحم على معاوية رضي الله عنه كان حقيقا على الله أن لا يناقشه الحساب.

ثالثا: يقر أهل السنة بفضائل الصحابة ويبثونها ويرون أنهم خير هذه الامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، سئل عبد الله ابن المبارك رضي الله عنه عن معاوية فقال: ما أقول في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (سمع الله لمن حمده) فقال خلفه: ربنا ولك الحمد.وقيل له: أيهما أفضل؟ معاوية أم الخليفة عمر ابن عبد العزيز؟ فقال ابن المبارك: لتراب في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأفضل من عمر ابن عبد العزيز سئل المعافى ابن عمران: أيهما أفضل؟ معاوية أم عمر ابن عبد العزيز؟ فغضب وقال للسائل: تجعل رجلا من الصحابة مثل رجل من التابعين؟ معاوية صاحبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصهره وكاتبه وأمينه على وحي رب العالمين

رابعا: كان السلف إذا راو الرجل يطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اتهموه في دينه، قال الامام احمد رحمه الله: إذا رأيت أحدا يذكر الصحابة بسوء فاتهمه على الاسلام وقال أبو زرعة الرازي رحمه الله رحمة واسعة: إذا رأيت أحدا يستنقص رجلا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاعلم انه زنديق

خامسا: كان السلف يحذرون من طرائق أهل البدع وخداعهم، فهم يطعنون في معاوية رضي الله عنه و أرضاه أولا فإذا سكت عنهم ولم ينكر عليهم تجرؤوا وطعنوا في غيره من صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال عبد الله ابن المبارك: معاوية رضي الله عنه معاوية رضي الله عنه عندنا محنة فمن رأيناه ينظر اليه شزرا اتهمناه على القوم [يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم] قال أبو ثوبة الحلبي رحمه الله رحمة واسعة معاوية ستر لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كشرف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه سئل الامام احمد عن رجل انتقص معاوية وعمرو ابن العاص أيقال عنه مبتدع؟ فقال: انه لم يجترئ عليهما الا وله خبيئة سوء

سادسا: قال إبراهيم ابن ميسرة: ما رأيت عمر ابن عبد العزيز ضرب إنسانا قط، الا إنسانا ضرب معاوية فانه ضربه اسواطا وهذا جزاء من تعدى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤدب ويعزر

سابعا: قال شيخ الاسلام رحمه الله: ويمسكون أي أهل السنة عما شجر بين الصحابة،ويقولون: ان هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما نقص منه وزيد وغير عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون ثامنا: قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة: هم مع ذلك – يعني أهل السنة – لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من الفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم ان صدر، حتى انه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم

تاسعا: قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة: ثم إذا كان قد صدر عن احد منهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذين هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كُفّر به عنه، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين، ان أصابوا فلهم أجران وان اخطؤوا فلهم اجر واحد ... ثم قال: القدر الذي ينكر من فعلهم رضي الله عنهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير القرون وأكرمها على الله عز وجل فاللهم ارض عن نبيك محمد صلى الله عليه وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير