أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

عِلْمُ الأرْواح!

ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[22 - 05 - 10, 01:22 ص]ـ

علم الأرواح

بسم الله الرحمن الرحيم

قال العلامة شيخ الاسلام ابن قيم الجوزية – رحمه الله رحمة واسعة -:

( ... فلله كم من قتيل؟ وكم من سليب؟ وكم من معافى عاد مضنى على فراشه، يقول طبيبه لا أعلم دواؤه ما هو؟ فصدَقَ. ليس هذا الداء من علم الطبائع، هذا من علم الأرواح وصفاتها، وكيفيتها ومعرفة تأثيراتها في الاجسام و الطبائع، وانفعال الاجسام عنها.

وهذا علمٌ لا يعرفه إلا خواص الناس، والمحجوبون منكرون له، ولا يعلم تأثير ذلك وارتباطه بالطبيعة وانفعالها عنه إلا من له نصيب من ذوقه، وهل الاجسام الا كالخشب الملقى؟ وهل الانفعال والتأثر، وحدوث ما يحدث عنها من الافعال العجيبة، والاثار الغريبة إلا من الأرواح، والاجسام آلتها بمنزلة الصانع؟ فالصنعة في الحقيقة له، والآلات وسائط في وصول أثره إلى الصنع.

ومن له أدنى فطنة وتأمل لأحوال العالم وقد لطفت روحه، وشاهدت أحوال الأرواح وتأثيراتها، وتحريكها الأجسام وانفعالها عنها، وكل ذلك بتقدير العزيز العليم، خالق الاسباب والمسببات، رأى عجائب في الكون، وآيات دالة على وحدانية الله، و عظمتة ربوبيته، وأن ثم عالما آخر تجري عليه أحكام أخر، تشهد آثارها، وأسبابها غيبٌ عن الابصار.

فتبارك الله رب العالمين، وأحسن الخالقين الذي أتقن ما صنع، وأحسن كل شيء خلقه.

ولا نسبة لعالم الاجسام إلى عالم الأرواح، بل هو أعظم وأوسع، وعجائبه أبهر وآياته أعجب)

****************************

[التفسير القيم 575 - 576]