تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المحدّث الرافضي الماهر في المعقول والمنقول (المازندراني) يعتقد تواتر التحريف الصريح!

ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[22 - 05 - 10, 07:16 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله وكفى, وصلاة ربي وسلامه على نبيه الذي اصطفى؛ محمدٍ وآله ومن اتبعه واقتفى, وبعد؛

تعلمُ –هُديتَ- أنه لا ينفكُّ الناس المخلصون عن البحث في الملل والنحل قاصدين معرفةَ الحق من الباطل, وتخليصَ الهدى من شوائب الضلال؛ حتى تنجليَ البراهين والحجج على صلاح سبيلٍ, وفساد آخرٍ؛ فيتَّبعُ قاصدون الحقَّ؛ الحقَّ, ويهلك الهالكون عن بينة من الأمر.

ومن ساحات العراك العلمي الفكري؛ (الاعتقادي أو الفقهي أو السلوكي أو غيره)؛ أقول: من ساحات هذا العراك؛ ساحة العراك (السني) (الشيعي الإمامي) , وهي من أقوى الساحات عراكا, وأشدها حِراكا.

ولا ريب عند عاقل (موافق أو مخالف) أن البحث في القرآن الكريم وحفظِه وسلامتِه من جهة, والقول بتحريفه من جهة أخرى؛ لهو من أهم المسائل التي يدندن حولها المدندنون؛ لتعلقها المباشرِ بأجلِّ كتاب وأهمِّه وأعظمِه على وجه الإطلاق؛ ألا وهو كتاب الله تعالى, وكلامه الذي تكلم به, وأوحاه إلى أشرف رسله وخلقه؛ محمدٍ –صلى الله عليه وسلم-.

ونحن قاصدون – بعون الله- في هذه الكُلَيْمات الخفيفات بيان استقرار عقيدة التحريف لكتاب الله تعالى عند علماء وأعمدة الشيعة الإمامية الاثني عشرية .. وليس مقصودنا في هذا إثارةَ المخالف, أو استعداءَه, أو غيرَ ذلك من المقاصد التي (قدْ) يؤمُّها البعض؛ لا .. فليس هذا المقصود إطلاقا, وإنما نُحاوِل تَطلَّبَ الحق من خلال تجلية الحقائق العلمية, وتوضيحها لكل من يقرأُ ويتدبرُ ويتأمَّلُ ويطلبُ الحق؛ فإن وُفِّقنا لذلك, وأصبنا في ادعاءنا؛ فنحمد لله –تعالى-, وما على العاقل المنصف, والمحرر المدقق, والمتأمِّل الغوَّاص إلا أن يشكر صديقه وقبيله على إسداءه الفائدة له, وتجلية الصراط السوي لمن يتبعه, وإن أخطأنا؛ فما على أعرج في ذاك من حرج؛ فـ ((كل ابن آدم خطاء وخير الخطَّائين التوَّابون)) -كما قال النبي المعصوم-صلى الله عليه وسلم-, وحينئذٍ لا ننتظر من قراءنا الأعزاء إلا تصويب الخطأ, وبذل النصح, وبيان الحق.

ومن الأمور التي يجدر التنبيه عليها قبل الشروع في المقصود هو أننا سنتكلم في المسألة المطروحة حسبَ مباني الطائفة الإمامية الاثني عشرية؛ بل إني إخالُك تحسب أن المتكلم من أفراد هذه الطائفة, وأهمية هذا عائدة إلى أنَّ الخطاب متوجه بالمقصد الأوَّل إلى أبناء هذه الطائفة لا إلى غيرهم.

الشروع في المقصود:

أخرج حجة إسلامهم الكليني في كتابه الجليل الكافي (ج 2 ص 27634) فقال:

((28 - عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ (ع) إِلَى مُحَمَّدٍ (ص) سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ)) انتهى.

قال عالمهم المحقق المحدِّث؛ العارف المقدّس؛ الماهر في المعقول والمنقول؛ الجامع للفروع والأصول؛ المولى محمد صالح المازندراني في (شرحه على أصول الكافي) (11/ 87):

((قوله: (إن القرآن الذي جاء به جبرئيل (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) سبعة عشر ألف آية)

قيل: في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفات رسول الله (صلى الله عليه وآله) لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله وكتب على تنزيله الناسخ والمنسوخ منه والمحكم والمتشابه والوعد والوعيد وكان ثمانية عشر ألف آية. انتهى.

وقال صاحب إكمال الإكمال شارح مسلم نقلا عن الطبرسي: أن آي القرآن ستة آلاف وخمسمائة منها خمسة آلاف في التوحيد وبقيتها في الأحكام والقصص والمواعظ.

أقول (أي المازندراني):

كان الزائد على ذلك مما في الحديث سقط بالتحريف, وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها)).

قلت (أبو الأزهر):

هذا كلام فصيح مليح في إثبات قول عالمهم الإمام المحقق المحدِّث المازندراني بتواتر أخبار التحريف من إسقاط وتغيير للآيات!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير