ومن أمثلة الأحاديث التي وضعوها:
- يقوم الرجل للرجل إلا بني هاشم فإنهم لا يقومون لأحد.
- وأيضًا من الأحاديث التي وضعوها يقولون:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين أصحابه، فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه، فقال:
يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تؤآخ بيني وبين أحد.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة.
فهذا حديث موضوع يظنه البعض صحيحًا.
- النظر في المصحف عبادة.
- ونظر الولد إلى الوالدين عبادة.
- والنظر إلى علي بن أبي طالب عبادة.
- ومن الأحاديث الموضوعة أيضًا:
أنا خاتم الأنبياء، وأنت يا علي خاتم الأولياء.
- ثم يحاولون أن يقللوا من قدر السيدة عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يا عائشة أما تعلمين أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وامرأة فرعون.
ولم يذكروا السيدة عائشة، مع أن من المعروف أن زوجة المؤمن في الدنيا هي زوجته في الآخرة، ويطعنون في السيدة عائشة رضي الله عنها طعنًا كبيرًا، وأحاديث أخرى من هذا القبيل، وعندهم رجل يُسمّى ميسرة بن عبد ربه، قد اعترف بأنه وضع بمفرده سبعين حديثًا في فضل علي بن أبي طالب.
ونحن نعرف أن عليًا رضي الله عنه ليس بحاجة إلى هذه الأحاديث، حتى ترفع من قدره، فكلنا نعرف قدر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الإسلام، وقدره عند الله عظيم، فليس هناك ما يبرر الافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم بادّعاء أحاديث في فضل هذا الرجل، والطعن في بقية الصحابة، حتى يصبح هذا الرجل هو المنصور، وهو الأحق بالاتباع دون بقية الصحابة.
5 - المتحمّسون للإسلام:
كان من بين هؤلاء من يضع الأحاديث أيضًا، وهذا شيء عجيب، ولكن يزول العجب عندما نعرف أن الذي دفعهم إلى وضع الأحاديث أنهم وجدوا أن الناس بعدوا عن الإسلام، وقصّروا في قراءة القرآن، وفي التزام السنّة، فأرادوا أن يحمّسوا الناس لقراءة القرآن وعمَل السنن، وذلك بوضعهم للأحاديث.
وكان من هذا الصنف رجل يُسمى أبو عصمة نوح بن أبي مريم قاضي (مرو) إحدى بلاد إيران، وقد وضع على كل سورة من سور القرآن الكريم حديثًا في فضلها؛ من قرأ سورة كذا فله كذا وكذا، ومن الأحاديث المنكرة أيضًا
لكل شيءٍ عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن.
6 - أصحاب الأغراض الدنيوية:
هذه الطائفة من الناس تضع الأحاديث لمصلحتهم الدنيوية، ولا يتورعون من نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أمثلة هذا النوع قول أحدهم وهو ينسب الكلام للرسول العظيم صلى الله عليه وسلم:
بارك الله في عسل بنها.
ويبدو أنه كان يبيع عسلًا، ويريد الترويج له ثم يعلق على حديثه الموضوع قائلًا: بنها هذه قرية من قرى مصر.
ومن أمثلة ذلك أيضًا:
من احتجم يوم الثلاثاء لسبعة عشر من الشهر كان دواءً لداء السنة.
وأيضًا:
ما أفلح صاحب عيالٍ قط.
وهذا الأمر إنما هو نتيجة لضعف الإيمان، وغياب الدين عن النفوس.
وكما نرى كثرت الأحاديث الموضوعة من أكثر من وجهٍ، فالزنادقة يشوهون الإسلام عن قصد، وأصحاب المذاهب يحاولون إظهار مذهبهم، والطعن في المذهب الإسلامي الصحيح، ومن يريد أن يقص على الناس قصصه المصطنعة المثيرة للعجب، والذين يتقربون إلى الأمراء العباسيين بالطعن في الأمراء الأمويين.
وبدأت آثار هذه الأحاديث الموضوعة تظهر على أحداث الفتنة.
وإذا رجعنا إلى الكتب التي تتحدث عن الفتنة نجد مجموعة من رواة الأحاديث منهم:
أبو مخنف لوط بن يحيى، والواقدي، ومحمد بن السائب الكلبي، وابنه هشام بن محمد بن السائب الكلبي، فهؤلاء الأربعة ترجع إليهم معظم روايات الفتنة المشكوك فيها.
ماذا قال علماء السنّة في هؤلاء الأربعة؟
قال الإمام ابن حجر العسقلاني:
لوط بن يحيى أبو مخنف إخباري تالف لا يوثق به.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. وقال مَرّة: ليس بشيء.
وقال ابن عدي: شيعي محترق.
أما الواقدي فيقول عنه الذهبي: مجمعُ على تركه.
ويقول ابن المديني: الواقدي يضع الحديث.
ويقول البخاري: الواقدي متروك الحديث.
ويقول معاوية بن صالح:
قال لي أحمد بن حنبل: الواقدي كذاب. وقال مرّة: ليس بشيءٍ.
وقال الشافعي: كتب الواقدي كلها كذب.
¥