تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" مجموع الفتاوى " (7/ 487 – 501)، وينظر أيضا: "مجموع الفتاوى" (10/ 45).

ثانيا:

إذا كان الإشكال عند السائل هو فيمن لم ينج من عذاب القبر، من عصاة الموحدين؛ وكيف أن عذاب القبر سوف يكون تكفيرا لسيئاته، مع أن ما بعد القبر وعذابه أشد منه، كما في الحديث، فيقال في الجواب عن ذلك:

1 - أنه لا يلزم من كون عذاب القبر من أسباب المغفرة: أن تكون المغفرة عامة للذنوب جميعها، بل قد يكون سببا لمغفرة بعض ذنوبه، ثم يبقى يعذب ببعضها الآخر، وعذابه في جهنم لا شك أنه أشد مما مر عليه في قبره، خاصة إذا كان عذاب القبر قد استمر مدة، ثم انقطع، ولم يبق متواصلا معه إلى البعث. ولذلك يقول العبد الفاجر، أو المنافق، وهو من أهل التشديد عليه في القبر وعذابه، يقول حين يرى مقعده من النار: (ربِّ لا تُقِمِ الساعة) رواه أحمد (18063) وصححه الألباني.

2 - ولعل مما يقوي ذلك أن عذاب القبر قد ورد في ذنوب معينة، فيكون تكفيره لهذه الذنوب التي عذب بسببها، كما لو أقيم عليه الحد في الدنيا.

3 - هذا الذي مر في الوجهين السابقين إنما يقال على تقدير ثبوت النص الشرعي بأن عذاب القبر هو كفارة لصاحبه، فيجمع بين النصوص الواردة في ذلك؛ أو على تقدير أن أهل العلم يقررون ذلك، فيوضح به مرادهم؛ وإلا فنص شيخ الإسلام ابن تيمية المذكور أعلاه، ومثله نصوصه التي وقفنا عليها في أكثر من أربعة مواضع من كتبه، لم نر في موضع واحد منها تصريحه بـ (عذاب القبر) وأنه من أسباب المغفرة؛ بل الذي تم الوقوف عليه هو ما ورد في النص المنقول، ومثله قوله في موضع آخر: " ما يبتلى به المؤمن في قبره من الضغطة وفتنة الملكين .. " " منهاج السنة" (6/ 146). وهو ما يقرره ـ أيضا ـ تلميذه الإمام ابن القيم، حيث يقول ـ في سياقه لنفس الأسباب العشرة لتكفير الذنوب ـ: " ... وبالامتحان في البرزخ، وفي موقف القيامة .. " انتهى. "إعلام الموقعين" (2/ 304). ولا شك أن فتنة القبر، وضمته، والامتحان فيه: هي أعم من العذاب الخاص بالقبر؛ فالمحنة، وهول القبر وروعته، وضمته: هذه عامة لكل أحد، والعذاب بمعناه الخاص الذي هو عقوبة على ذنوب معينة: ليس عاما لكل أحد، كما هو ظاهر معلوم.

وكما أننا لا نستطيع أن نفهم، أو على الأقل: لا نستطيع أن نجزم، بأن مراد شيخ الإسلام هو الحديث عن العذاب الخاص، لأن ظاهر كلامه، وكلام تلميذه، إنما هو على أهوال القبور وفتنتها، فكذلك لم نقف على نص خاص يصرح بأن عذاب القبر هو تكفير لسيئات من يصيبه.

وحينئذ: فلا إشكال ولا تعارض بين النصوص، ثم إن الحديث المشار إليه في السؤال لا يشكل على كلام شيخ الإسلام وتقريره؛ فلا شك أن من نجا من فتنة القبر، وأفلح في جواب الملكين: قد عجل الله له البشرى في قبره بالتثبيت، ووعده الحديث المذكور بأن يكون ما بعده أهون له، وأسهل عليه.

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/ar/ref/142854

ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 10 - 10, 09:11 م]ـ

إحسان العتيبي

أحسن الله إليك وبارك فيك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير