أنهم لم يكيفوا شيئاً من ذلك، وأما الجهمية والمعتزلة والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل منها شيئاً على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه"-انتهى، قلت: وحتى الامام القرطبى بالرغم من موافقته للمتأخرين فى التأويل لكنه كان يعرف مذهب السلف الحقيقى وليس كما يظن المتكلمون أنه تفويض مع اعتقاد أن الظاهر غير مراد فقد قال القرطبى فى تفسير الاعراف ايه54 - ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم- يعني في اللغة- والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة. وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها-انتهى- قلت: لاأعلم احدا من السلف استنكر مثل هذه الاضافات للتوضيح الا الامام الذهبى-رحمه الله- ولم يكن يجعلها تشبيها ولا تجسيما –كما يقول المتكلمون- وانماكان يرى الوقوف عند النص بلا زيادة ولكن الوقوف الذى يريده الذهبى يختلف عما يريده المتكلمه فالذهبى يريد الاقتصار على النص مع اعتقاد حقيقة مادل عليه واما المتكلمه فيريدون تلاوة النص مع اعتقاد أن ظاهره غير مراد! فيقولون مثلا00نعم-الرحمن على العرش استوى- لكن اذا سئلوا هل الله فوق العرش حقيقة انكروا ذلك وزعموا انه يلزم منه التحيز فى جهة00الخ- وقدأورد الذهبي مقالة بعض السلف في مسألة إثبات الحد لله تعالى،- اى بائن من خلقه-ثم قال: - الصواب الكف عن اطلاق ذلك، اذ لم يات فيه نص ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله خوفًا من أن يدخل القلب شيءٌ من البدعة، اللهم احفظ علينا ايماننا – وفى تعقيب له على عبارات الاعتقاد.القادرى للامير المقتدربن طاهر422هج- حكى الذهبي هذه العبارات مثل: كان ربنا عزوجل وحده لا شيء معه، ولا مكان يحويه، فخلق كل شيء بقدرته، وخلق العرش لا لحاجة إليه، فاستوى عليه استواء استقرار كيف شاء وأراد، لا استقرار راحة كما يستريح الخلق "
ثم اعقبها بقوله - قلت - ليته حذف "استواء استقرار "وما بعده. فان ذلك لا فائدة فيه بوجه. والباري منزه عن الراحة والتعب-
الى ان قال - لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه او وصفه نبيه صلى الله عليه وسلم. فهي صفة حقيقة لا صفة مجاز-انتهى- –قلت-انا القطعانى- فهذا الفارق بين مذهب الذهبى ومفوضة اهل الكلام فانهم لايثبتون الامعنويات لاحقيقة لها
وقال الذهبى ايضا: وكان أيضًا يسعه-المصنف- السكوت عن صفة حقيقة. فإننا إذا أثبتنا نعوت الباري. وقلنا: تمر كما جاءت، فقد آمنا بانها صفات، فإذا قلنا بعد ذلك، صفة حقيقة وليست بمجاز، كان هذا كلاما ركيكا نبطيًا مغلثًا للنفوس فليهدر، مع أن هذه العبارة وردت عن جماعة، ومقصودهم بها أن هذه الصفات تمر ولا يتعرض لها بتحريف ولا تأويل كما يتعرض لمجاز الكلام. وقد أغنى الله تعالى عن العبارات المبتدعة، فإن النصوص في الصفات واضحة، ولو كانت الصفات ترد الى المجاز لبطل أن تكون صفات لله، وإنما الصفة تابعة للموصوف فهو موصوف حقيقة لا مجازًا، وصفاته ليست مجازًا، فإن كان لا مثل له ولا نظير لزم أن يكون لا مثل لها - انتهى كلام الذهبي.
وقال فى تذكرة الحفاظ-: - نعم لو كانت صفاته مجازًا لتحتم تأويلها، ولقيل: معنى البصر كذا، معنى السمع كذا، ومعنى ا لحياة كذا، ولفسرت بغير السابق إلى الأفهام، فلما كان مذهب السلف إمرارها بلا تأويل، علم انها غير محمولة على المجاز، وانها حق بين- انتهى-
-قلت: كلام الامام الذهبى وفهمه لمعنى الوقوف عند النصوص مذهب يطمئن له القلب 00 - لو لا تعرض اهل البدع لنصوص الصفات وتجريدها من مدلولها الذى امر الله عباده باعتقاده0الامر الذى دفع علماء السلف الى ضرورة البيان والتوضيح مثل اضافة-غير مخلوق- الى كلام الله- فى عهد الامام احمد لما ظهر من يقول 00كلام الله مخلوق واضافة-بائن من خلقه الى –استوى على عرشه- ومثلها استواء حقيقى او بذاته 00عندما ظهر من يقول بالمجاز فى صفات الله الواردةالقرآن والسنة – وهذا بيان لعقيدة السلف موثق بالمصادر لمن –أراد الحق أما من احترف الجدل فى المنتديات والتقول والافتراء00فالحكم بيننا وبينه لله العلى الكبير- والله المستعان-
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[02 - 06 - 10, 12:34 م]ـ
لي عودة إن شاء الله لقراءة الموضوع كاملاً
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 06 - 10, 02:01 ص]ـ
لقد قرأت المناظرة بتأني في البداية وبسرعة في النهاية .. اقول رائع بارك الله فيكما أخوينا الكريمين القطعاني والرافدين وجزاكما الله خيرا
فيها أشياء بحثت عنها في اليومين الماضيين فلم أعثر عليها.
تم نشرها هنا: مناقشات علمية ومناظرات ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_04.html) . ليتك نسقت النص لكن لا بأس.
ـ[بدر راشد الدوسري]ــــــــ[05 - 06 - 10, 02:37 ص]ـ
حوار جميل وممتع ويدل على قوة حجة أهل السنة
وسبحان الله الفطرة تدل على أن أهل السنة على الحق
وانظر إلى من يتبع الهوى كيف غضب وبدأ يعتذر ويشتم لما حار في الجواب
جزاك الله خير على إضافة هذا الحوار
¥