تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التمايز]

ـ[فارس بن مجزع العمار]ــــــــ[05 - 06 - 10, 01:25 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وصلى الله على المصطفى وبعد.

إن في آخر الزمان فتن تجعل الحليم حيران , ومن أشد هذه الفتن على الناشئة , عدم التمايز بين الحق والباطل , وبين أهل السنة وأهل البدعة , مما يجعل الشاب في حيرة من أمره أين الحق , ومع من يكون , ويتحمل وزراً كبيرا من ذلك بعض طلبة العلم الذين ينظرون إلى الخطأ فيغضون الطرف " من رأى منكم منكرا ً فليغيره " , وإني ناقل لك حال سلف الأمة وتعاملهم مع أعداء الدين , من هؤلاء الأفذاذ الفضيل بن عياض ومن كلماته الجميلة:إذا نظرتُ إلى رجل من أهل السنة كأني أنظر إلى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا نظرت إلى رجل من أهل البدع فكأنما أرى رجلا من المنافقين.

هذا الأثر العظيم الذي يحكي فيه حال الفضيل بن عياض ونظرته إلى أهل السنة ومقته لأهل البدعة , وهو يمثل نظرة السلف الصالح , وأما الحال اليوم فتجد أنهم لا يفرقون بين أهل السنة وأهل البدعة حتى بعض طلبة العلم , بل يصدرونهم في المجالس والحلق ويؤكلونهم ويجالسونهم ويمازحونهم ويوقرونهم ويكرمونهم أشد الإكرام بل إذا ذكرت أحدهم وقلت له " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام " , أخذ بك يمنة ويسرة هذا في زمان ولى , هذا الأثر لا يمكن تطبيقه , المصلحة تقتضي ذلك , ولعمر الله إنها المصلحة الدنيوية المحضة اقتضت أن يجلس صاحب السنة مع المبتدع , ولو صدق الله لنفر منه أشد النفرة , أليست الأرواح جنود مجندة ماتعارف منها ائتلف , وما تناكر منها اختلف.

قال الفضيل بن عياض عند الأثر السابق: فلا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالي صاحب بدعة إلا من النفاق.

قال ابن بطة في الإبانة الكبرى (429) صدق الفضيل رحمة الله عليه فإنا نرى ذلك عيانا.

أيها الأخ المبارك عليك أن تبحث عن أهل السنة في كل مكان حتى إذا وجدتهم وظفرت بهم فليكونوا جلسائك , ولا يلبس عليك من يقول جالس كل أحد , جالس أهل السنة وأهل البدعة , فإن هذه الشبهة قيلت في زمن الإمام الأوزاعي فقال: هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل.

أسأله تعالى أن لا يرينا وجوه المبتدعة , ولا يظلنا وإياهم سقف واحد إلا المسجد.

ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 02:43 م]ـ

هل هكذا يعامل المبتدعة باطلاق؟!

لا تآكلونهم ولا تجالسونهم و ..... إلخ!!

1 - من هم المبتدعة بالضبط، فهل مجرد ثناء بعض طلبة العلم على سيد قطب وحسن البنا رحمهما الله يجعل الإنسان من المبتدعة؟! أرى أن كثيرا من الإخوة توسع في مفهوم المبتدع!

2 - كما يجب أن ينظر في حاله. فقد ألغيت حالة: المجتهد المخطئ! أو الجاهل الذي يجب أن يرفق فيه ويعلم ..

3 - كما يجب أن يفرق بين الرؤوس التي تضل الناس والأفراد، فلا يصح قياس أفراد الجماعات الاسلامية مثل الإخوان المسلمين وحزب التحرير على أهل الأهواء قديماً؛ لغياب العلم، واختلاف قدر المسائل نفسها.

وقد رأينا ماذا فعل هذا المنهج الأعوج من تفريق للمسلمين في المساجد، وأضحت بيوت الله أحزاباً متنافرة، وإذا سألت الواحد منهم عن فعلته الشنيعة، قال: لابد من التمايز!! وكأننا نتكلم عن بدعة القدر أو القول بخلق القرآن!! هذا إذا تجاوزنا مسألة البيان بالحسنى والنصيحة ... مع أن الفارق بينهما قد يكون ثناء على شخص فقط! لكن لا تعجب إذا كان الجواب جاهزاً، فالأقوال حاضرة: من جالس مبتدعا أربعين يوما فهو مثله .. أو نحو هذه العبارات التي هي بحاجة إلى تدقيق ومراجعة.

والغريب أن الجميع مقرٌ بكفاية الكتاب والسنة، (ما فرطنا في الكتاب من شيء)، فالمستمسك بكتاب الله وبهدي نبي الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله، فهو على الهدى، فليعُلم أيها الإخوة أن تعامل التابعين ومن بعدهم مع المبتدعة بحاجة إلى نظرة فاحصة مدققة .. والحجة أخيرا في كلام الله ورسوله ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير