تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هبط آدم إلى الأرض، وأنشأ الله مِن ذريته أمة كانت على التوحيد الخالص كما قال الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [سورة البقرة – الآية 213]، أي على التوحيد والدين الحق فاختلفوا {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} [سورة البقرة – الآية 213].

أول انحراف عن العقيدة وأول رسول

وبعد أن كان الناس أمة واحدة على التوحيد، حصل الزيغ والانحراف. وكان أول انحراف حدث هو الغلو في تعظيم الصالحين، ورفعهم إلى مرتبة الآلهة المعبودة.

ففي صحيح البخاري مِن حديث ابن جُرَيْج عن عطاء عن ابن عباس عند تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [سورة نوح – الآية 23]. قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تُعبَد. حتى إذا هلك أولئك وانتسخ العِلم (نُسِيَ ودَرَسَ) عُبِدَت". (صحيح البُخاري: 4920).

فهذا أول انحراف وُجِدَ في تاريخ البشرية عن التوحيد، فأرسل الله إليهم أول رُسله نوحاً عليه السلام مِصداقاً لوعده الذي أعطاه لأبي البشر آدم بإرسال الرُسُل وإنزال الكُتُب هدايةً للبشر.

وهكذا استمرت رحمة الله وعنايته ببني آدم كلما ضلوا وزاغوا أنزل إليهم هُداه يُضيء لهم الظلمات: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} [سورة المؤمنون – الآية 44].

منقول باختصار

مِن كِتاب: العقيدة في الله – من سلسلة: العقيدة في ضوء الكِتاب والسُنَّة

كتبه: فضيلة الشيخ أ. د. عمر سليمان الأشقر، كلية الشريعة – الجامعة الأردنية

اختصره: حاتم الحاجري

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير