[مقارنة بين تفسيري الطبري والجلالين في توحيد الالوهية]
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 04:09 م]ـ
بسم الله
توحيد الالوهية بين تفسير الطبري وتفسير الجلالين
( http://shirarr.blogspot.com/2010/05/blog-post_10.html)
هذا موضوع مقتبس من موضوع بعنوان: ((دفع الإيهام عن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام)) فيه عرض لايات في توحيد الالوهية من تفسير شيخ وامام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله. قمت بحشر تفسير نفس الايات من تفسير الجلالين ليتبين الفارق وذلك بسبب سؤال من ورد من أخت كريمة وفقنا الله واياها الى الصراط المستقيم. وللعلم لم أرجع الى تفسير الطبري انما اكتفيت باسناد ما نقل هنا الى الكاتب الاصلي مع تصرف قليل في نص المقال.
التفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية:
لتقرير هذه النقطة أرى من الأفضل الاستشهاد بكلام الإمام المفسر ابن جرير الطبري، حيث نجد في تفسيره في مواضع كثيرة الكلام على توحيد الربوبية والألوهية. وفيما يلي نستشهد ببعض عبارات الإمام الطبري للتدليل على هذه النقطة:
1 - الطبري:
قال عند تفسير 3/ 336 قوله تعالى: (وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً .. ) سورة آل عمران (83): (يقول: وله خَشَع من في السموات والأرض،فخضع له بالعبودية وأقرَّ له بإفراد الربوبية، وانقاد له بإخلاص التوحيد والألوهية طوعاً وكرهاً). لعل القارئ [لاحظ] كيف فرق الإمام الطبري بين العبودية والربوبية حيث بيَّن أن العبودية وهي الألوهية هي الخضوع لله بالعبادة والربوبية هي الإقرار بوحدانية الله وإفراده.
الجلالين:
(وله أسلم) انقاد (من في السماوات والأرض طوعاً) بلا إباء (وكرهاً) بالسيف ومعاينة ما يلجئ إليه
2 - الطبري:
وقال رحمه الله 5/ 77 في معرض تفسيره لقول الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به .. ) سورة النساء (36).: (يعني بذلك جلَّ ثناؤه: وذلُّوا لله بالطاعة واخضعُوا له بها وأفرِدُوه بالربوبية وأخلصوا له الخضوع والذِّلة بالانتهاء إلى أمره والانزجار عن نهيه ولا تجعلوا له في الربوبية والعبادة شريكاً تعظِّمونه تعظيمَكم إياه). وفي هذه العبارة أيضاً تفريق بين الربوبية والعبادة أي الألوهية.
الجلالين:
(واعبدوا الله) وحده (ولا تشركوا به شيئا و)
3 - الطبري:
وقال رحمه الله 16/ 39 في تفسير قوله تعالى: (فليعمل عملاً صالحاً ولا يشركْ بعبادة ربِّه أحداً) سورة الكهف (110). يقول: فليخلصْ له العبادةَ وليفردْ له الربوبية) والعبارة واضحة.
الجلالين:
(فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه) أي فيها بأن يرائي* (أحدا)
4 - الطبري:
وقال رحمه الله 23/ 182 عند تفسير قوله تعالى: (وما من إله إلا الله الواحد القهار) سورة ص (65): (يقول: وما من معبودٍ تصلحُ له العبادة وتنبغي له الربوبية إلا الله الذي يدين له كلُّ شيء ويعبده كلُّ خلقٍ ... ). وهذا تصريح آخر في التفريق بين العبادة (الالوهية) والربوبية.
الجلالين:
(وما من إله إلا الله الواحد القهار) لخلقه.
انتهى والحمد لله رب العالمين
يلاحظ انعدام تقرير توحيد الالوهية تماما في تفسير الجلالين في الايات المختارة وذلك بسبب الاصول الاشعرية للشيخين السيوطي والمحلي رحمهما الله. (*) وهذا يظهر جليا في آية (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه) فالشرك في العبادة عندهما لا يتجاوز المراءاة! فقد قالا عن العبادة: ولا يشرك بعبادة ربه = أي فيها بأن يرائي* (أحدا).
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 06 - 10, 08:37 م]ـ
يلاحظ انعدام تقرير توحيد الالوهية تماما في تفسير الجلالين في الايات المختارة وذلك بسبب الاصول الاشعرية للشيخين السيوطي والمحلي رحمهما الله. (*)
السلام عليكم
أخي الكريم
قولك أن تفسير الجلالين منعدم من تقرير توحيد الألوهية غير صحيح
فمثلا:
في تفسير آية الكرسي:
"اللَّه لَا إلَه" أَيْ لَا مَعْبُود بِحَقٍّ فِي الْوُجُود "إلَّا هُوَ الْحَيّ" ... إلخ تفسير الآية
وكذلك في تفسير آل عمران آية 18:
"شَهِدَ اللَّه" بَيَّنَ لِخَلْقِهِ بِالدَّلَائِلِ وَالْآيَات "أَنَّهُ لَا إلَه" أَيْ لَا مَعْبُود فِي الْوُجُود بِحَقٍّ "إلَّا هُوَ"
يوسف: 106
¥