نعيمُ الجَنَّة حِسيٌّ ومَعْنَويٌّ
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:58 ص]ـ
نعيمُ الجَنَّة حِسيٌّ ومَعْنَويٌّ
حوار مع د/ أنور ماجد عشقي
ربيع بن هادي المدخلي
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد بن عبد الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.
أما بعد:
فقد اطلعت على مقال باسم د/ أنور ماجد عشقي، نشر في ملحق جريدة المدينة (الرسالة) في العدد الصادر في يوم الجمعة 28/من جمادى الآخرة من عام 1431هـ، والموافق 11 يونيو 2010م.
تضمن هذا المقال اعتقاداً خطيراً يخالف الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، وهو أمر لا يجوز السكوت عنه، ولا التغاضي عنه بحال من الأحوال، والله تعالى يقول: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)
سورة آل عمران: (110)].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيده فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ".
وامتثالاً للتوجيهات والأوامر الربانية والنبوية قمت بالرد على هذا المقال وتفنيد ما فيه من باطل من كتاب الله –عزّ وجلّ- وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وإجماع المسلمين، كما سيقف على ذلك القراء الكرام.
نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
- أولاً: قال الكاتب أنور عشقي:
"دعاني إلى الكتابة عن الجنس في الجنة أمران، الأول: استغلال الإرهابيين للشباب من المراهقين، والإيحاء لهم بأنهم إذا قاموا بعملية انتحارية وقتلوا ودمروا فإنهم يصبحون شهداء، وحال موتهم تستقبلهم الحور العين في الجنة".
- أقول: إن رد الفساد والباطل يكون بالحجج والبراهين القرآنية والنبوية وبفقه أئمة السنة المنضبط بالكتاب والسنة.
ولا يكون رد الباطل بإنكار الحقائق والعقائد الثابتة الراسخة المسلمة التي أخبر الله بها في كتابه وتواترت عن رسوله صلى الله عليه وسلم،ودان بها المسلمون قاطبة، فهي عند المسلمين من أعظم الأمور المعلومة بالضرورة، وإنما يكون الرد بالحجج الدامغة والبراهين الساطعة من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ومن سنة رسوله المعصوم عليه الصلاة والسلام وبفقه أئمة الإسلام من الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان من أئمة العلم والهدى.
فما رأيناك عرجت في رد باطلهم على كتاب ولا سنة ولا على فقه الأئمة، وإنما قابلت الهدم بهدم أشد منه.
- ثانياً: ورد في هذه المقالة ما يأتي: الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة وآدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته.
- أقول: بأي كتاب أو بأي سنة تقول هذا القول الخطير؟
إن عقائد المسلمين ومناهجهم قائمة على كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى، لا على الخيالات ولا على التخيلات، وكلامك هذا من الخيالات والتخيلات المصادمة للكتاب والسنة وعقائد المسلمين المستمدة منهما، وليس من العقل ولا من العلم في شيء.
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه
- ثالثاً: قال الكاتب:
"والثاني: وجدت أن عدداً من طلبة العلم وكبار المثقفين، يعتقدون بوجود الممارسة الجنسية في الجنة، حتى بلغ الشطط ببعضهم أن ألف كتاباً وأفتن في هذا التصور العدمي، فقال بأن (الولدان المخلدون) الذين وردوا في القرآن الكريم هم لأهل الجنة الذين كانوا يميلون بشهوتهم في الدنيا إلى اللواط ومنعوا أنفسهم من ممارسة ذلك الشذوذ، فإن الله سيكافؤهم في الجنة بالولدان المخلدين، وهذا ما يشوه صورة الجنة في أذهان المسلمين، ويبعث على السخرية من قبل أعدائهم".
- أقول:
أما ما يعتقده طلبة العلم وكبار المثقفين فحق لا شك فيه، يؤمن به الأنبياء وأتباعهم المؤمنون من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، وذلك من أعظم أنواع النعيم في الجنة.
¥