تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - وليس التمتع الحسي والمعنوي بالحور العين من المستقذرات حتى تنزه عنه الجنة وأهلها، وإذا سخر الملاحدة من هذا الإكرام فلا يستغرب منهم، فهم يسخرون بالأنبياء وبما جاؤوا به من الكتب، قال تعالى: (وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ) [سورة الزخرف: 7]، فلا يبالى بهم.

2 - ولا ينزه عن الصاحبة والولد إلا رب العالمين الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وخلقه لا يقاسون عليه تعالى الله عن ذلك.

وأما ما قاله مؤلف الكتاب المذكور فإنه من الأباطيل ومن أقبح الأقوال وأفحشها، ويجب أن يؤدب ويحرق كتابه، وإن رُد عليه فبالحجج والبراهين.

- رابعاً: قال الكاتب: " والإرهابيون وغيرهم من المنحرفين استفادوا من هذا الفهم الخاطئ فسخروه في غواية الشباب ليس في عصرنا فحسب، بل في عصر نظام الملك وعصر صلاح الدين الأيوبي عندما ابتدع الحشاشون من الباطنية، الذين أسس عصابتهم الحسن بن الصباح، وأنشأ لهم جنة وناراً ليتاجر بمشاعر الشباب ويدفعهم إلى الإرهاب والاغتيالات، واليوم نجد أن الإرهابيين في هذا العصر يوظفون جميع الأساليب التي كان يقوم بها الحسن بن الصباح، وأتباعه في إقناع الشباب بالحور العين، فزيفوا لهم الانتحار والقتل والتدمير، وأفشوا بينهم المخدرات".

- أقول: ما يعتقده المسلمون جميعاً من التمتع الجسدي والروحي بالحور العين في جنات النعيم ليس فهماً خاطئاً، بل هو حقيقة ثابتة بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وأما عمل الباطنية الحشاشين ومن سار على نهجهم من الإرهابيين فهو الضلال والباطل، ويجب بيان ذلك لشباب الأمة وتحذيرهم منه أشد أنواع التحذير.

أما أن يدفعك ذلك إلى إنكار التنعم بالحور العين وغير ذلك من النعيم، فهذه عقيدة باطلة مضادة للكتاب والسنة وما يعتقده المؤمنون.

- خامساً: قال الكاتب: " فالجنس ما هو إلا مجموعة من الخصائص الفسيولوجية والتشريعية والسلوكية، نشأ بسبب انقسام الناس إلى ذكور وإناث، فقام بدور جذب الإنسان نحو الآخر بسبب الميول الفطرية. فالله عز وجل جعل الجنس في الحياة الدنيا سبيلاً لاهتمام الرجل والمرأة ببعضهما، فنشأ من جراء ذلك الحب والمودة والزواج وتوالد البشر فيما يعرف بالتكاثر الجنسي، وهو ما نجده أيضاً في الحيوان والنبات ومع ذلك فإن له في الإنسان تأثيرات طبيعية وحيوية ونفسية واجتماعية تؤثر في حياته".

- أقول: كون الإنسان له في الدنيا مجموعة خصائص فسيولوجية وتشريعية وسلوكية تنشأ بسبب انقسام الناس إلى ذكور وإناث ... الخ.

فمن أين لك أن الله يسلب هذه الخصائص عن أهل الجنة ذكورهم وإناثهم؟

أ- إن الله يبعث الموتى بأجسادهم وأرواحهم التي كانت في الدنيا، ثم يتفضل الله على أهل الجنة فيزيدهم كمالاً وجمالاً على صورة أبيهم آدم طوله ستون ذراعاً، أما جمالهم ونورهم فقد قال عنه -صلى الله عليه وسلم-: " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ... "

ب- وكما قسم الله البشر في الدنيا إلى ذكور وإناث، كذلك يقسمهم الله في الآخرة إلى ذكور وإناث، فالذكور في الدنيا هم الذكور في الآخرة بخصائصهم، والإناث في الدنيا هن إناث في الآخرة بخصائصهن، ومثلهن الحور العين، بل ويزيد الله هذه الخصائص كمالاً في الآخرة.

وقولك: "فالله عز وجل جعل الجنس في الحياة الدنيا سبيلاً لاهتمام الرجل والمرأة ببعضهما،فنشأ من جراء ذلك الحب والمودة والزواج وتوالد البشر فيما يعرف بالتكاثر الجنسي، وهو ما نجده أيضاً في الحيوان والنبات ومع ذلك فإن له في الإنسان تأثيرات طبيعية وحيوية ونفسية واجتماعية تؤثر في حياته".

- أقول: ما هي براهينك على أن الله لم يجعل سبيلاً لاهتمام الرجل والمرأة بعضهما ببعض في الجنة؟ ومن أين لك أن الله لم يجعل سبيلاً إلى المحبة والمودة بين الرجال والنساء في الآخرة؟

الذي يدين به المسلمون أن المودة والمحبة وكمال حسن التبعل والعشرة موجودة على أشدها بين الجنسين في الجنة، فإن قلت: لا، فهات أدلتك مرة أخرى على ما تدعي.

وهل سيجعل الله بين الجنسين العداوة والبغضاء والشقاق و .. و .. الخ، أو لا هذا ولا ذاك، أثبت ما تعتقده بالأدلة والبراهين.

والدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير