تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- سادساً: قال الكاتب: "والجنة تنعدم فيها الدواعي الجنسية لهذا فإن الأعضاء التناسلية سوف تختفي عند الإنسان في الدار الآخرة لأن الله عز وجل وصفها بالسوأة، فقال تعالى: «فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة» ".

- أقول:

1 - ما الدليل على أن الجنة تنعدم فيها الدواعي الجنسية؟

وما المراد بقولك: " فإن الأعضاء التناسلية سوف تختفي"؟

هل تريد أن تقول إن الله يبعث البشر لا فرق بين ذكر وأنثى، فكلاهما سواء، فلا يقال هناك ذكور وهناك إناث لانعدام الأعضاء التناسلية التي تميز بين الذكر والأنثى أو تريد أمراً آخر؟ أرجو إبراز الأدلة الواضحة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

أما المسلمون فإنهم يؤمنون بالفرق بين الذكور والإناث في الجنة وأن الله خلق في الآخرة لكل من الجنسين أجهزة تخصه، ويفرق الله بها بين الذكور والإناث، ويعطي الله المؤمن زوجتين من الحور العين جزاءً لهم على إيمانهم وعملهم الصالح، والله يفرق في كلامه بين الذكور والإناث من أهل الجنة.

يقول الله مخبراً عن جزاء المتقين: (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ)

[سورة ص: (49)].

انظر إلى الإخبار عن الذكور بصيغ المذكر، فيقول الله عن المتقين: "متكئين فيها"، "يدعون فيها"، "وعندهم"، كلها بصيغ التذكير، ويقول تعالى مخبراً عن الإناث بصيغة التأنيث (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ).

وهناك نصوص كثيرة في هذا التفريق في القرآن والسنة وفي إجماع المسلمين والعقلاء، فهل يأخذ المسلمون بأخبار الله الصادقة وأخبار الرسول الصادقة وإجماع المسلمين أو بقول أهل الباطل؟؟

- سابعاً: قال الكاتب: "فالله عز وجل لم يخرج آدم وزوجه من الجنة إلى الأرض بسبب المعصية التي ارتكباها، بل بسبب ظهور السوأتين بعد أكلهما من الشجرة، لأن الله عز وجل تاب عليهما بعد أن تليا كلمات علمهما الله إياها، فعفا عنهما، لكنهما بسبب ظهور السوأتين لم يعودا مؤهلين للبقاء في الجنة فأخرجهما عز وجل منها".

- أقول: إن الله ما أخرج آدم من الجنة إلا بسبب خطيئته ألا وهي أكله من الشجرة التي نهاه الله وزوجه حواء أن يأكلا منها، والدليل ما رواه البخاري في صحيحه حديث (3340) و (4712)، ومسلم في صحيحه حديث (194) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " فَيَأْتُونَ آدَمَ عليه السَّلَام فَيَقُولُونَ له: أنت أبو الْبَشَرِ خَلَقَكَ الله بيده وَنَفَخَ فِيكَ من رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لك اشْفَعْ لنا إلى رَبِّكَ ألا تَرَى إلى ما نَحْنُ فيه ألا تَرَى إلى ما قد بَلَغَنَا فيقول آدَمُ إِنَّ رَبِّي قد غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لم يَغْضَبْ قَبْلَهُ مثله وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مثله وَإِنَّهُ نَهَانِي عن الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إلى غَيْرِي اذْهَبُوا إلى نُوحٍ ... " الحديث.

والقرآن لا يفهم منه الناس إلا هذه الخطيئة وهي أكلهما من الشجرة التي نهاهما ربهما أن يأكلا منها.

وأقول: أين الدليل على أن الله خلق آدم وزوجه بدون سوأتين فلما وجدت سوأتاهما أخرجا من الجنة من أجل ذلك لا من أجل معصيتهما؟ وهل هما خلقا لأنفسهما هاتين السوأتين حتى يعاقبهما على هذه الفعلة؟

وهل نهاهما الله عن أكل الشجرة أو عن ظهور السوأتين؟

إن قلت: بل نهاهما عن أكل الشجرة ولم ينههما عن ظهور السوأتين.

قلنا كيف لا يعاقبهما على مخالفة نهيه لهما ويعاقبهما على عمل لم ينههما عنه وحصل منهما بدون قصد ولا اختيار؟

على كل حال يظهر أن الرجل يعتقد أن الله خلق آدم بدون ذكر وخلق حواء بدون فرج، فلما أكلا من الشجرة التي نهاهما الله أن يأكلا منها خلقت هاتان السوأتان، فاستحقا الإخراج من الجنة بسبب وجود هاتين السوأتين، ومن هنا يعتقد أن أهل الجنة تنعدم منهم هاتان السوأتن.

ونحن نعتقد أنه يتكلم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير