وفي رواية قال: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحا من البكاء " رواه أحمد.وروى النسائي الرواية الأولى وأبو داود الثانية.وهو حديث صحيح.
وهذا أفضل الأنبياء والرسل يقول الله له: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [سورة الأنعام: (15)].
ويقول عليه الصلاة والسلام كما أخبر الله عنه: (إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [سورة يونس: (15)].
ويقول الله له: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [سورة الزمر: (39)].
وفي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم: " ... والله إني لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ له ".
وهذا خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام- يقول: (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِى بِالصَّالِحِينَ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ في الآخِرِينَ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) [سورة الشعراء: (82 - 85)].
ويقول الله عن زكريا وأسرته: (وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ)
[سورة الأنبياء: (90)].
أي أنهم كانوا قد جمعوا بين الرغبة والرهبة في حياتهم وعبادتهم، والخوف والرغبة هما أعظم محاور توحيد الله وعبادته، وهما منقبتان عظيمتان لأنبياء الله وأوليائه.
والله يقول: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) [سورة فاطر: (28)].
وسادة العلماء وفي طليعتهم وقادتهم هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وهذا القول: إني أفعل كذا لا خوفاً منك ولا طمعاً فيك إنما يقوله الإنسان لِندِّه ونظيره أو لمن هو دونه، وحرام وكفر أن يقوله أحد لرب العالمين؛ لأنه منطق المستكبرين.
وعلى كل حال هذا القول يردده جُهَّال الصُّوفية،ويُنسب إلى رابعة العدوية،وما أظنه يثبت عنها،وبرَّأ الله رسولَه عيسى صلَّى الله عليه وسلَّم من هذا القول.
وقولك: "وفي هذا يقول عيسى عليه السلام: قوم عبدوا الله خوفاً من ناره وتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله طمعاً في جنته وتلك عبادة التجار، وقوم عبدوا الله حبا في ذاته وتلك عبادة الأحرار".
- أقول: أين إسناد هذا الكلام إلى عيسى أو إلى رسول الله محمد – عليهما الصلاة والسلام-؟!.
أما أنا وكل مسلم فنُبرئ محمداً -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به من هذا القول الباطل المغرق في الضلال، كما نُبرئ عيسى وجميع الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- من هذا الجهل والضَّلال.
أستغفر الله، فهل كان عيسى يرى نفسه حُراً من عبوديته لله ويدعو إلى هذه الحرية؟
ألم يقل صلَّى الله عليه وسلَّم وهو في المهد: (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً)
[سورة مريم: (30 - 31)].
ومحمد -صلى الله عليه وسلم- يقول الله في شأنه: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاْقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) [سورة الإسراء: (1)].
ويقول له: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي) [سورة الزمر: (11 - 14)].
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: " ... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "
وأخذ ذلك عنه المسلمون يرددونه في خطبهم على امتداد تأريخهم إلى يومنا هذا.
وكان يقول في تشهده صلَّى الله عليه وسلَّم: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "
وعلمنا صلى الله عليه وسلم أن نقول في تشهدنا: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " ويقول ذلك المسلمون في جميع صلواتهم.
وقولك: " أما النبي صلَّى الله عليه وسلَّم،فكان يتعامل مع الله بمنطق لا ندرك أبعاده حتى أصبح يجد المتعة في الذكر وفي الصلاة ... الخ ".
¥