تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قال في قول الله تعالى: (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان): " قال قتادة: قصرن طرفهنَّ على أزواجهنَّ فلا يردن غيرهم.

وقال ابن زيد: إنَّها تقول لزوجها: وعزَّةِ ربي ما أرى في الجنَّة شيئاً أحسن منك فالحمد لله الذي جعلني زوجك وجعلك زوجي".

وقال في تفسير قوله تعالى: (لم يطمثهن): " قال الفراء: الطمث الافتضاض وهو النكاح بالتدمية يقال: طمث ويطمث وطمثت الجارية إذا افترعها ".

والله وعد المؤمنين بالجنة وما فيها من نعيم من ثمار وأنهار وقصور وحور عين إلى جانب ما أخفاه من نعيم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وذلك كله نعيم روحي ونعيم جسدي لا يختلف فيه اثنان من المسلمين.

وقوله: فقد قال سبحانه وتعالى: (فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها).

- أقول: هذا لا يتعارض مع قوله تعالى: (وزوجناهم بحور عين).

ولم يفهم أي مسلم هذا التعارض لا الفراء ولا يونس ولا الواحدي ولا غيرهم.

وقوله: وقد قال سبحانه وتعالى: (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين).

- أقول: لا حجة له فيه!

قال الواحدي -رحمه الله-: " قوله: (قلنا احمل فيها) في السفينة، (من كل زوجين اثنين) الذكر زوج والأنثى زوج وهو قول الحسن وقتادة قالوا: (ذكر وأنثى) وقرأ حفص (من كُلٍّ) بالتنوين: أراد من كل شيء ومن كل زوج زوجين اثنين فحذف المضاف إليه"، "الوسيط" (2/ 573).

وقال ابن كثير: " فحينئذ أمر الله نوحاً -عليه السلام- أن يحمل معه في السفينة من كل زوجين اثنين من صنوف المخلوقات ذوات الأرواح، قيل: وغيرها من النباتات اثنين: ذكراً وأنثى" "تفسير القرآن العظيم" (7/ 437)، تفسير الآية (40) من سورة هود.

وقال الشوكاني في "فتح القدير" (2/ 599): "قوله: (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين) أي قلنا: يا نوح احمل في السفينة من كل زوجين مما في الأرض من الحيوانات اثنين ذكراً وأنثى. وقرأ حفص "من كل" بتنوين كل، أي: من كل شيء زوجين، والزوجان للاثنين اللذين لا يستغني أحدهما عن الآخر، ويطلق على كل واحد منهما زوج، كما يقال للرجل زوج، وللمرأة زوج، ويطلق الزوج على الاثنين إذا استعمل مقابلاً للفرد، ويطلق الزوج على الضرب والصنف، ومثله قوله تعالى: (وأنبتت من كل زوج بهيج) ".

- أقول: والحكمة من أمر الله رسوله نوحاً عليه الصلاة والسلام أن يحمل من كل زوجين اثنين الحكمة هي بقاء النسل من البشر والحيوانات عن طريق التزاوج بين الذكور والإناث، فلا وجه لاستدلال الكاتب بهذه الآية بل هي عليه لا له!.

- الرابع عشر: قال الكاتب: " ولم ترد كلمة زوجناهم بحور عين إلا في آيتين سورتي الدخان والطور، ولم يقل في الآيتين سنزوجهم في المستقبل بل جاءت في الماضي مما يؤكد على أن القصد هو القران والمرافقة، وليس النكاح المعروف في الدنيا، بالإضافة إلى أن الاستمتاع بالحور ليس استمتاعاً جنسياً لهذا أعطاهم (8) الله أحسن ما في صورة الآدمي هو الوجه وأجمل ما في الوجه وهو العين مما يدل على حسن المزاج في الخلقة وأحسن ما في الإنسان من خلق، فهو استمتاع معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية ".

- أقول: وهل ورود قول الله: (وزوجناهم بحور عين) في سورتين فقط مع عدم قوله تعالى (سنزوجهم) يدل على عدم استمتاع أهل الجنة بنساء الجنة عن طريق الجماع؟!

أقول مع الأسف هذا ما يراه الكاتب! وهو رأي يصادم نصوص القرآن والسنة وإجماع الأمة، وقد صرّح هذا الرجل بهذا الرأي مرَّات!.

انظر إلى قوله: " مما يؤكد على أن القصد هو القران والمرافقة، وليس النكاح المعروف في الدنيا، بالإضافة إلى أن الاستمتاع بالحور ليس استمتاعاً جنسياً ".

- أقول: سبحان الله،فلماذا خلق الله الحور العين في الجنة على أحسن الصور وقرنهن بالرجال بل زوَّجهم بهن،ففهمك هذا يرفضه العقل والشرع والحكمة من خلقهن، كيف يستمتع الرجال بالنظر والسماع إلى الحور العين ثم يحال بينهم وبين جماعهن ملايين السنين محرومين من أعظم متعة بالحور العين؟!.

ثم ما المراد من قولك: " ولم ترد كلمة زوجناهم بحور عين إلا في آيتين سورتي الدخان والطور"؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير