وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا ". رواه البخاري ومسلم والترمذي إلا أنه قال: "عرضها ستون ميلا". وهو رواية لهما. وقال الألباني: حديث صحيح.
والأهلون هنا هن: الأزواج.
وعن جَابِرٍ قال سمعت النبي ?: " يقول إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فيها وَيَشْرَبُونَ ولا يَتْفُلُونَ ولا يَبُولُونَ ولا يَتَغَوَّطُونَ ولا يَمْتَخِطُونَ قالوا فما بَالُ الطَّعَامِ قال جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كما تُلْهَمُونَ النَّفَسَ " (9).
- أقول: انظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فيها وَيَشْرَبُونَ ... ".
فما رأي أنور عشقي؟
روى مسلم (10) بإسناده إلى أَيُّوبُ عن مُحَمَّدٍ قال: إِمَّا تَفَاخَرُوا وَإِمَّا تَذَاكَرُوا الرِّجَالُ في الْجَنَّةِ أَكْثَرُ أَمْ النِّسَاءُ فقال أبو هُرَيْرَةَ: أولم يَقُلْ أبو الْقَاسِمِ ?: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ على صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّتِي تَلِيهَا على أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ لِكُلِّ امْرِئٍ منهم زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا من وَرَاءِ اللَّحْمِ وما في الْجَنَّةِ أَعْزَبُ (11) ".
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: " جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال: نعم والذي نفس محمد بيده إنَّ أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع. قال: فإنَّ الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى! قال: تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه ".
رواه أحمد والنسائي ورواته محتج بهم في الصحيح.
والطبراني بإسناد صحيح.
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم ولفظهما: " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ويقول لأصحابه إن أقر لي بهذا خصمته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع فقال له اليهودي فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر ". ولفظ النسائي نحو هذا. قال الألباني: حديث صحيح.
- أقول: انظر إلى قوله -صلى الله عليه وسلم-: " إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع".
وانظر جوابه -صلى الله عليه وسلم- على استشكال اليهودي.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة فقال أبو بكر يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة فقال أكلتها أنعم منها قالها ثلاثا وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها ". رواه أحمد بإسناد جيد. والترمذي وقال: "حديث حسن" ولفظه قال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- ما الكوثر؟ قال: " ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر"، قال عمر: إن هذه لناعمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكلتها أنعم منها". قال الألباني: حديث حسن صحيح.
انظر إلى قوله -صلى الله عليه وسلم- عن الطير التي هي أمثال البخت أن أكلتها أنعم منها.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " رواه مسلم. وقال الألباني: حديث صحيح.
¥