[مراتب الموالاة والمعاداة]
ـ[المصلحي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك ان الواجبات الشرعية على مراتب
وهذا المراتب متفاوتة في مقدار المصالح المترتبة عليها
لذلك توجد اولويات
فيقدم الاهم على المهم
وواجب المعاداة والبراء من المخالفين للشريعة على مراتب
بحسب رتب المخالفين
من الكفر او الفسق
فالكفر دركات
وكذا الفسق
وكذا البدع
فمراعاة هذا الجانب مهم جدا
فلا يجوز المساواة في المعاداة لصنفين بدرجة واحدة مع ان الشارع جعل احدهما اشد على الاسلام خطرا من الاخر
لافي الاعتقاد
ولافي العمل
الدليل: (غلبت الروم ... )
والروم والفرس كلاهما اعداء للاسلام
بل اجاز الشرع الفرح بنصر الاقل شرا على الاكثر شرا
والفقه في هذا المضمار كثير ..
الاخطاء في هذا الموضوع:
1 - نرى كثيرا من المشتغلين بالعلوم لاهم له الا الفرقة الفلانية وفلان المبتدع
بينما الكفار الاصليين لايحتلون مساحة من اهتماماته
وحتى لو تكلم عنهم فمن باب اسقاط الفرض!
2 - لانريد بذلك غض الطرف عن المبتدعة
بل على العكس:
نريد الاكثار من بيان حالهم والتحذير من بدعهم
لكن نريد مع ذلك الاكثار من توجيه انظار الامة الى مخاطر الكفرة الفجرة
وان تحتل مساحة من تفكيرنا
واهتماماتنا وكتاباتنا وعملنا
ومن يفعل ذلك فهو اقرب الى الشبه برسول الله
لمن تامل سيرته الحكيمة
3 - لابد ان ينعكس ذلك ايضا على سلوكنا اليومي
فلا نعامل المبتدع الضعيف بشدة وننزل عليه كل القواعد والضوابط والنصوص واكدنا على الاتباع والالتزام بمنهج السلف .... الخ
فاذا ما جاء كافر قوي عاملناه معاملة مختلفة وتركنا النصوص وهربنا الى فقه المصالح والمفاسد ودرء الشر والمداراة ومصلحة المسلمين ... الخ
فلا ادري هل هذا الفقه يشتغل مع الكفار الاصليين
ولايشتغل مع ابناء هذا الدين؟
4 - وكذلك الافتاء: فالمفتي اذا جاءه سؤال عن مبتدع ليست عنده سلطة فتراه يعلو صوته وتنتفخ اوداجه تحت شعار الغضب اذا انتهكت حرمات الله
بينما اذا تعلق السؤال بالكفار الاصليين تراه هادئا وديعا تحت شعار الحكمة وان ذلك علاقات دولية وان هذا من الامور العامة ,,,ووو ....
فاصبحت القوة والضعف علة للتفريق بين الاحكام وهي ليست بعلة في هذا الموضع
5 - الاستقراء الاغلبي للمقالات الموجودة في المنتديات تعطي مؤشرات وخطوطا عامة على ما يجول في اذهان المشتركين من افكار وما تتوزع عليه اهتماماتهم الفكرية والعملية
والنتائج مخيبة للامال
والكلام اعلاه يطبق ايضا على الموالاة والحب، عكسا بعكس.
اذن:
لابد من اعادة ترتيب اولوياتنا في الحب والبغض
من جهة الاهتمام الفكري والعلمي
ومن حهة الممارسة العملية اليومية.
والله اعلم