تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الو عيد على الظلم ... هل ناجز لا محالة؟]

ـ[أبو أنس الخليلي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:43 م]ـ

السلام عليكم:

الإخوة الكرام: أود أن أسأل في ضوء عقيدة أهل السنة في إنجاز الوعد و إرجاء الوعيد .... هل الوعيد على الظلم ناجز لا محالة أم أنه تحت المشيئة؟؟

و بارك الله فيكم.

ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:20 ص]ـ

وعليكم السلام ..

إن كنت تقصد الظلم الأكبر فالوعيد عليه ناجز لا محالة والظلم الأكبر هو الكفر أو الشرك المخرج من الملة كما قال تعالى (إن الشرك لظلم عظيم) ..

أما إذا كنت تقصد الظلم الأصغر فيما يحصل من تظالم بين العباد أو ظلم العبد لنفسه في تعديه حقوق ربه فيما دون الشرك فهذا داخل تحت المشيئة بلا شك وهو من معتقد أهل السنة والجماعة وهي نقطة فارقة بين أهل السنة والمعتزلة فالمعتزلة يقولون بصدق الوعد والوعيد فيجب عندهم على الله أن يعذب العاصي ويثيب المطيع .. دون التفرقة بين كون المعصية من الذنوب التي هي دون الشرك -حتى لو من الكبائر- والذنوب المكفرة المخرجة من الملة .. مع العلم بأنهم ينفون الشفاعة لأصحاب الكبائر وهذا مبني على قولهم بصدق الوعد والوعيد الذي هو من أصولهم الخمسة.

بينما أهل السنة فيقولون إن صاحب الكبيرة داخل تحت المشيئة إن شاء غفر له من أول وهلة وأدخله الجنة وإن شاء عذبه على قدر ذنوبه ثم أخرجه وأدخله الجنة بعد أن ينبت في نهر الحياة على ما قد بينه الرسول عليه الصلاة والسلام في أحاديث الشفاعة .. وفي نفس الوقت يقولون إذا كان الذنب كفرا أو شركا مخرجا من الملة فحينئذ لا يدخل تحت المشيئة بل هو معذب لا محالة والأدلة على ذلك كثيرة مثل قوله تعالى .. (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك.) في آيتين من كتاب الله .. ومثل قوله تعالى (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظاليمن من أنصار).

والمسألة تحتمل الإطالة وفيما ذكرت يتضح لك معتقد أهل السنة بلا ملالة.

والله أعلم

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:39 ص]ـ

والوعيد نافذ من حيث الإطلاق في عموم الأمة، فلابد أن يقع العذاب على بعض المؤمنين بذنوبهم

قال شيخ الإسلام (ثم إنكم قلتم: إنا لا نعلم هل يدخل أحد منهم النار أو لا يدخلها أحد منهم فوقفتم وشككتم في نفوذ الوعيد في أهل القبلة جملة ومعلوم أن هذا من أعظم البدع عند السلف والأئمة فإنهم لا يتنازعون أنه لا بد أن يدخلها من يدخلها من أهل الكبائر فأولئك قالوا: لا بد أن يدخلها كل فاسق وأنتم قلتم: لا نعلم هل يدخلها فاسق أم لا فتقابلتم في هذه البدعة وقولكم أعظم بدعة من قولهم وأعظم مخالفة للسلف والأئمة

وعلى قولكم: لا نعلم شفاعة النبي صلى الله عليه و سلم في أهل النار لأنه لا يعلم هل يدخلها أم لا وقولكم إلى إفساد الشريعة أقرب من قول المعتزلة)

وقال (ولهذا استدل أهل السنة بهذه الآية على جواز المغفرة لأهل الكبائر في الجملة، خلافًا لمن أوجب نفوذ الوعيد بهم من الخوارج والمعتزلة، وإن كان المخالفون لهم قد أسرف فريق منهم من المرجئة، حتى توقفوا في لحوق الوعيد بأحد من أهل القبلة، كما يذكر عن غلاتهم أنهم نفوه مطلقًا، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه، ونصوص الكتاب والسنة مع اتفاق سلف الأمة وأئمتها متطابقة على أن من أهل الكبائر من يعذب، وأنه لا يبقي في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان.)

وقال السفاريني (ذكر بعض المحققين انعقاد الإجماع على أنه لا بد سمعا من نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة، أو طائفة من كل صنف منهم؛ كالزناة وشربة الخمر) في لوامع الأنوار البهية.

أما الخوارج والمعتزلة فرأوا نفوذ الوعيد في كل من فعل الكبيرة، أما أهل السنة فخصوا ذلك بخصوص مشيئته جل وعلا ثم بموانع إنفاذ الوعيد وهي معروفة عددها شيخ الإسلام في (الإيمان) عشرة.

والله أعلم.

ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:11 ص]ـ

أما الخوارج والمعتزلة فرأوا نفوذ الوعيد في كل من فعل الكبيرة، أما أهل السنة فخصوا ذلك بخصوص مشيئته جل وعلا ثم بموانع إنفاذ الوعيد وهي معروفة عددها شيخ الإسلام في (الإيمان) عشرة.

والله أعلم.

اختصاص أهل السنة بهذه الأسباب العشرة كلها التي ذكرها الشيخ في الإيمان الأوسط خطأ .. لأن السبب الأول منها هو التوبة ومعلوم أن التوبة تمنع إنفاذ الوعيد عند كل طوائف المسلمين لذلك لما ذكره الشيخ رحمه الله قال وهذا متفق عليه بين المسلمين .. وقال في آخر كلامه بعد عده لهذه الأسباب: فإذا ثبت أن الذم والعقاب قد يدفع عن أهل الذنوب بهذه الأسباب العشرة كان دعواهم أن عقوبات أهل الكبائر لا تندفع إلا بالتوبة مخالف لذلك.

إذن فالمسألة مفترضة فيمن تلبس بكبيرة ومات عليها من غير توبة حتى يستقيم الكلام.

ملحوظة: السبب العاشر هو رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد_وهذا هو المقصود بقولنا إن شاء غفر له من أول وهلة_.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير